تحتاج المحاصيل الزراعية إلى العديد من العناصر المختلفة حتى تكتمل عملية زراعتها والتي تتمثل في عملية البناء الضوئي، والماء، والهواء، فضلاً عن بعض العناصر الأخرى التي يحصل عليها النبات من التربة من نباتات متحللة أو مواد حيوانية أو عناصر ذائبة، ونظراً لعدم توافر تلك العناصر في التربة بالشكل المطلوب، يلجأ الكثير من المزارعين إلى استخدام الأسمدة التي تتوافر بها العناصر المفقودة في التربة. وتسعى الدولة في الوقت الحالي إلى تحقيق مصر للاكتفاء الذاتي من الأسمدة الزراعية، حيث أنها تمتلك ثروة هائلة من المواد الخام مثل "الفوسفات"، حيث كان يتم تصديره كماده خام واللجوء إلى استيراد الأسمدة الزراعية، ليفتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم مجمع مصانع الأسمدة الفوسفاتيه والمركبة بالعين السخنة. ويضم المجمع 9 مصانع على مساحة 400 فدان، بالإضافة إلى مجمع الأسمدة الآزوتية على مساحة 100 فدان، وهذا بدوره يحقق الاكتفاء الذاتي لمصر من احتياجاتها للأسمدة الزراعية، كما أنه يوفر الكثير من فرص العمل للشباب في مختلف المحافظات بعد أن تلقوا تدريبهم على أيدي خبراء مصريين وأجانب. وتستعرض "الوطن" مراحل أنتاج الأسمدة الفوسفاتية وأنواعها: وقالت ناهد مرزوق عضو اللجنة النقابية بشركة النصر للأسمدة ل"الوطن"، إن عملية أنتاج الأسمدة تمر بعدة مراحل مختلفة والتي تتمثل في: - بعد الحصول على خام الفوسفات من أماكن استخراجه ونقله لمصانع أنتاج الأسمدة وأماكن تخزينها، يتم خلطها بحامض الكبريتيك الذي يتخلل خلال حجر الفوسفات ليصاحبها تفاعل كيميائي سريع حتى يتم تبلور كبريتات الكالسيوم. - ثم ينتشر حامض الفوسفوريك خلال مسام جزيئات الخام الحجري ليصاحبها تفاعل ثنائي، ثم يتم نقل حجر الفوسفات المطحون إلى الخلاط المخروطي المزدوج ليتم إضافة حمض الكبريتيك بعد تخفيفه ليصبح نسبة تركيزه 75% ويحدث التفاعل الأول. - وتتمثل الخطوة الأخرى في تعتيق الفوسفات حتى يتكون ويتبلور في وعاء التفاعل، ثم نقل المزيج إلى وعاء التفاعل المستمر ذو السرعة المنخفضة لكى يسمح بالتصلب، حيث يحدث تكوين فوسفات "ترسيب وتجميد المزيج فى مرحلة التعتيق". ويتم نقل مسحوق الفوسفات من وعاء التفاعل إلى عملية التعتيق والتخزين من أجل المعالجة أو استكمال التفاعل الكيميائى الذى يستغرق 2 إلى 6 أسابيع، ثم يتم توزيع السماد الخام عن طريق جهاز نثر، ومن أجل التعجيل بعملية التعتيق يتم تقليب الفوسفات أثناء التخزين، ليحتوي المنتج النهائي على حامض الفوسفوريك، مما يجعل السماد أكثر امتصاصًا للرطوبة. وأشار مرزوق إلى أن هناك نوعين من الأسمدة الفوسفاتية، فالنوع الأول عباره عن سماد سائل، والآخر محبب، لكلاً منه استخدامه الخاص حسب نوع المحاصيل، مؤكدة أن الأسمدة الفوسفاتية تصلح لاستخدامها في جميع المحاصيل الزراعية دون استثناء، وتعد من أكثر أنواع الأسمدة المفيدة بالنسبة للمحاصيل والأكثر أمانًا عليها.