سينمائيون عن يوسف شريف رزق الله: فقدنا معلماً وعاشقاً مثقفاً للسينما

حالة من الحزن والصدمة سيطرت على الوسط السينمائى مع رحيل الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى لمهرجان القاهرة السينمائى، والذى لعب دوراً هاماً على مدار مشواره فى إثراء الثقافة السينمائية.
داوود عبدالسيد: علامة مهمة فى الثقافة السينمائية
قال المخرج داوود عبدالسيد، إن يوسف شريف رزق الله بمثابة علامة هامة فى الثقافة السينمائية، حيث سعى إلى نشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة، لا سيما من خلال برامجه فى التليفزيون المصرى، لافتاً إلى أنه أثرى «القاهرة السينمائى» أيضاً بعلامات مضيئة، فضلاً عن تأسيسه مع مجموعة من مُحبى السينما لمهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية.
وأكد «داوود» ل«الوطن» أن «رزق الله» كان عاشقاً للسينما، وكرّس حياته كلها لهذا الفن، فعقله بمثابة أرشيف ضخم لكل الأفلام وصُنّاعها، لافتاً إلى أن تكريمه فى الدورة الماضية ل«القاهرة السينمائى» جاء فى وقت متأخر، لكن أن تأتى متأخراً أفضل من ألا تأتى أبداً، كما أن حديث الناس عنه فى الساعات الماضية بمثابة تكريم له ولأعماله: «كل شخص حالياً وإن لم يكن مُحباً للسينما يُدرك جيداً من هو يوسف شريف رزق الله».
ماجدة واصف: "القاهرة السينمائى" فقد جزءاً كبيراً برحيله
وأشارت الناقدة ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى السابق، إلى أن وفاة «رزق الله» بمثابة خسارة كبرى ليس لمحبى الفن فحسب، بل لمصر والوطن العربى، واصفة إياه بأنه كان ذاكرة السينما وموسوعة عالمية، إذ إن الأمر ليس مُقتصراً على كونه ناقداً سينمائياً.
وأضافت «واصف» ل«الوطن» أنه رصد لمحبى السينما فى مصر أهمية الفن السابع كعالم يمكن من خلاله الانفتاح على العالم، فضلاً عن برامجه التليفزيونية التى كان لها أثر بالغ لكل محبى وعاشقى السينما، لافتة إلى أن علاقته ب«القاهرة السينمائى» ممتدة منذ أكثر من 40 عاماً: المهرجان سيفقد جزءاً كبيراً برحيل يوسف».
ومن جانبها، قالت الناقدة ماجدة خير الله إن «يوسف» يُعد من أوائل الناس الذين أسسوا «نادى السينما»، والذى كان مفتوحاً لمحبى السينما: «تعلمنا أصول السينما هناك، والجمهور كان يشاهد أفلاماً نادرة، قبل دخول شرائط الفيديو وعصر الإنترنت، كما كانت هناك مناقشات بعد مشاهدة كل فيلم، والجمهور العادى كان شغوفاً بكتابة نشرات حولها».
وأكدت «خير الله» ل«الوطن» أنه نجح فى تثقيف مواطنين كثيرين سينمائياً، وأشارت إلى أن تكريمه فى الدورة الماضية ل«القاهرة السينمائى» قد جاء فى التوقيت المناسب: «كانت ستكون كارثة لو لم يُكرّم فى حياته، لأن التكريم بعد الوفاة ليس قيمة له، كما أنه كان يستحق تكريماً أكبر من المهرجان، لأنه يُعد من الأشخاص القليلين الذين عاشوا فى عشق السينما».