بالتزامن مع انطلاق تكبيرات صلاة العيد، فجر اليوم، سطر رجال الشرطة ملحمة جديدة فى مواجهة الإرهاب، ونجحت قوات كمين جنوبالعريش فى التصدى لهجوم غادر نفذته عناصر تكفيرية، ما أدى إلى مقتل 5 إرهابيين، واستشهاد ضابط وأمين شرطة و6 مجندين، عقب تبادل عنيف لإطلاق الرصاص. وقالت وزارة الداخلية، فى بيان، إن عدداً من العناصر الإرهابية استهدفوا، فجر اليوم، كميناً أمنياً جنوب مدينة العريش، وتعاملت قوات الكمين مع تلك العناصر، وتم تبادل إطلاق النيران، ما أسفر عن مقتل 5 إرهابيين واستشهاد ضابط وأمين شرطة و6 مجندين. مضيفة أن القوات الأمنية تتبع أثر العناصر الهاربة فى عملية تمشيط واسعة للمنطقة. وأشارت مصادر أمنية إلى أن عملية اليوم جاءت بعد تمكن قوات الأمن من القضاء على خليتين إرهابيتين، يوم 21 مايو الماضى، ما أسفر عن مقتل 16 من عناصرهما، والعثور على أسلحة نارية ومتفجرات. وكانت وزارة الداخلية كشفت أن قطاع الأمن الوطنى تمكن من رصد بؤرتين للعناصر التكفيرية تخططان لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية ضد المنشآت الهامة والحيوية واستهداف الشخصيات الهامة بمناطق مختلفة بالعريش، مضيفة: «حدثت مواجهات مسلحة مع العناصر الإرهابية، مما أسفر عن مصرع 16 إرهابياً والعثور بحوزتهم على 8 بنادق آلية وبندقية FN و3 بنادق خرطوش و3 عبوات متفجرة وحزام ناسف». "الداخلية": استشهاد ضابط وأمين و6 مجندين.. ومطاردة الهاربين فى عملية تمشيط واسعة.. و"الراعى": أرض الكمين تحولت إلى مقبرة للمهاجمين من جانبه قال اللواء الدكتور عبدالوهاب الراعى، الخبير الأمنى، إن صد الهجوم على كمين العريش يُعد استمراراً لسلسلة إجراءات مكافحة الإرهاب، التى نخطو فيها بخطوات ثابتة، استناداً على يقظة القوات الأمنية، موضحاً أن قوات الكمين نجحت فى صد الهجوم الغادر ببسالة غير عادية، صباح اليوم، ما أدى إلى مقتل 5 من العناصر الإرهابية. وأضاف أن «صد الهجوم وقتل الإرهابيين يرسخ الطمأنينة والثقة المجتمعية فى قدرة الأجهزة الأمنية على ردع الجماعات الإرهابية والأخذ بثأر الشهداء الأبرار»، مشيداً باستبسال القوات فى الدفاع عن الكمين، رغم أن الهجوم حاول استغلال انشغال الأجهزة الأمنية بتأمين احتفالات العيد. وقال: «حاولت العناصر الإرهابية توجيه ضربة عنيفة لأجهزة الأمن، لكن قوات الكمين كانت لها بالمرصاد، حيث كان يظن الإرهابيون أنهم فى نزهة بمهاجمة الكمين فى ذلك التوقيت، لكن أرض المنطقة تحولت لمقبرة لهم». وقال اللواء الدكتور شوقى صلاح، الخبير فى مكافحة الإرهاب، إن «توقيت وقوع الحادث يؤكد مدى خسة الجماعات الإرهابية، وعدم وجود أى قيم لديها، حيث خططت العناصر لارتكاب جريمتها يوم العيد لتكدير صفو احتفالات الشعب، متوقعة وجود حالة من التراخى فى المواقع الأمنية، لكن المفاجأة أن القوات كانت على أتم درجات الاستعداد وتمكنت من التصدى لها». وأوضح أن الإرهابيين كانوا يستهدفون الاستيلاء على أسلحة من الكمين لاستغلال الواقعة إعلامياً، لكن خاب مسعاهم وقُتل 5 منهم، وفرّ الباقون، مشيداً باستبسال القوات فى الدفاع عن الكمين، ما أدى لاستشهاد ضابط وأمين شرطة و6 مجندين. وأكد أن وزارة الداخلية حريصة على تنفيذ استراتيجية أمنية لمواجهة جماعة الإخوان الإرهابية من خلال توجيه الضربات الاستباقية لعناصرها وإجهاض مخططاتها لتنفيذ عمليات عدائية تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وفقاً لتكليفات من قيادات الجناح المسلح لتنظيم الإخوان الإرهابى فى الخارج لعناصر حركة «حسم» فى الداخل. وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، إن التنظيم الإرهابى الذى ينتمى له المهاجمون كان يعتزم النفاذ وإحداث اختراق فى الطوق الأمنى الموجود فى المنطقة لاقتحام مدينة العريش لارتكاب عمليات إرهابية أكثر جسامة فى حق المواطنين أثناء صلاة العيد نظراً لتزامن الهجوم مع صلاة العيد بالمدينة، وذلك أسوة بالهجوم الذى وقع على مسجد الروضة فى إعادة لإنتاج تلك المذبحة. وأضاف «عكاشة» أن يقظة الأجهزة الأمنية، وقوات الكمين الجنوبىبالعريش تحديداً، أحبطت ذلك المخطط تماماً ومنعت تنفيذ تلك المجزرة وحمت أبناء العريش الأبرياء من كارثة مروعة، مؤكداً أن يقظة الأمن والمرونة فى الأداء والاحترافية فى التعامل من جانب قوات الأمن جنبت مصر مجزرة دموية وهو ما يعد نجاحاً أمنياً باهراً من حيث المبادرة فى التعامل وتكامل التعاون بين أجهزة الأمن وسرعة وصول قوات الدعم لموقع الاشتباكات. وأوضح أن الأجهزة الأمنية تقوم حالياً بشن عملية أمنية واسعة النطاق فى المنطقة الصحراوية المتاخمة لموقع الاشتباكات لضبط فلول المهاجمين والوصول إلى وكر اختبائهم.
