يتقدم أفراد أسرة يمينية عريقة في اليونان لتولي عدة مناصب، وهم على وشك استعادة السيطرة على بلدية أثينا الأحد، وعلى الحكومة في الانتخابات التشريعية المبكرة في السابع من يوليو، وبعد نحو عقدين من تولي دورا باكويانيس التي كانت أول يونانية ترأس بلدية أثينا قبل الالعاب الأولمبية في 2004، قد يتولى ابنها كوستاس باكويانيس هذا المنصب المهم في الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الاحد. وذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية: "أما شقيق دورا في هذه الاسرة السياسية الكبيرة، كيرياكو ميتسوتاكيس، فقد يحقق ما هو أهم في اقتراع يوليو ويتولى رئاسة الحكومة، وهو منصب سبق لوالده أنّ تولاه". وبذلك وبفارق 10 سنوات، قد يتولى اثنان من أسرة واحدة اثنين من أهم المناصب السياسية في اليونان في وقت واحد تقريبا، ويخطان صفحة جديدة من التاريخ السياسي اليوناني، وكما فعل سلفاهما يتقدم سليلا هذه الأسرة تحت راية حزب الديمقراطية الجديدة اليميني المحافظ، الذي قاد اليونان لفترة طويلة قبل صعود اليساري أليكسيس تسيبراس في 2015. وأوضحت "فرانس برس"، أّنه بعد هزيمة مدوية في الانتخابات الأوروبية التي تقدم فيها عليه حزب الديمقراطية الجديدة بأكثر من 9 نقاط، دعا تسيبراس إلى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في يوليو بدلا من الانتخابات المقررة في آخر ولايته في أكتوبر 2019، وقال كيرياكو ميتسوتاكيس زعيم حزب الديمقراطية الجديدة منذ 2016، بعد فوزه في الانتخابات الأوروبية: "طلب المواطنون تغييرا سياسيا. وهذا التغيير بدأ أصلا". والخال وابن شقيقته نشآ في عائلة متمرسة في السياسة، إذ تولى قسطنطين ميستوكاتيس والد كيرياكو وجد كوستاس العديد من المناصب الوزارية، منذ خمسينيات القرن الماضي قبل توليه رئاسة الحكومة، بعد فوز الحزب اليميني، بين 1990 و1993، وتوفي كبير الأسرة في 2017 عن 98 عاما، وتولت ابنته دورا إضافة إلى رئاسة بلدية أثينا وزارة الثقافة في حكومة والدها ثم لاحقا وزارة الخارجية (2006-2009). ودعا شقيقها كيرياكو (51 عاما) الإثنين إلى "تخفيف الضرائب، وتوفير العمل والأمن للجميع وتغيير أسلوب الحكم"، وأضاف خريج جامعة هارفارد في العلوم السياسية: "سنلزم التواضع لن نقع تحت إغراء تقديم وعود انتخابية". ومع رئيس حكومة ثاني محتمل، تأخذ أسرة ميتسوتاكيس التي تعدو أصولها إلى جزيرة كريت، المشعل عن أسرة سياسية يونانية أخرى، أكثر يسارية في توجهاتها، هي أسرة باباندريو التي عين منها 3 رؤساء حكومات بين 1944 و2009. وأشارت الوكالة الفرنسية، إلى أنّه في أفق الجولة الثانية للانتخابات البلدية في أثينا يتقدم كوستاس باكويانيس (41 عاما) بأكثر من 25 نقطة على منافسه مع أكثر من 42% من الأصوات، وقال مساء الجولة الأولى: "نريد أنّ يشعر سكان أثينا أنّهم جزءا أصيلا في التغيير الذي نريده في المدينة". وجعل باكويانيس وميتسوتاكيس من الأمن العام أولوية، مستغلين موجة انتقادات مناهضة لتسيبراس وعدم تحركه المزعوم في مواجهة أعمال تخريب نفذها فوضويون. وكان كوستاس باكويانيس في الحادية عشرة من عمره حين اغتيل والده بابلوس المحامي والنائب عن الحزب اليميني، بيد منظمة "17 نوفمبر" اليسارية المتشددة، وأكد أنّه "غاضب جدا" من قرار حكومة تسيبراس منح أذونات خروج لقاتل والده ديميتريس كوفوديناس، أحد أهم قادة المنظمة اليسارية المتشددة. وقال بعد الاعتداء بالطلاء على أحد مقاره الانتخابية على هامش تظاهرة دعم لقاتل والده: "عليهم التضرع لله إنّ كانوا يؤمنون به، وأنّ يأملوا ألا أصبح رئيسا لبلدية" أثينا. وكوستاس باكويانيس مثل خاله خريج العلوم السياسية من جامعة هارفارد، وتولى في سن 33 عاما بلدية مدينة كاربينيسي الصغيرة في 2010، ثم منصب حاكم منطقة وسط اليونان في 2014.