أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن التقارب بين مصر وروسيا لن يؤثر على العلاقات التاريخية والقوية طويلة الأمد التى تربط بين واشنطن والقاهرة. وقالت مارى هارف، نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، فى تصريحات لها مساء أمس الأول، إن الولاياتالمتحدة لا تدعم مرشحاً فى انتخابات الرئاسة المصرية القادمة، مشيرة إلى أنه ليس الولاياتالمتحدة أو الرئيس بوتين من يقرر من سيحكم مصر، وأن الأمر متروك للشعب المصرى ليقرر من سيقود البلاد. من جانبهم أكد دبلوماسيون أن تصريحات «الخارجية» الأمريكية اعتراف رسمى بإدراك «واشنطن» أن مصر أصبح لديها «بدائل فعلياً» وخروجها من التبعية الأمريكية، فضلا عن أن واشنطن تسعى لإعادة العلاقات مع مصر بشكل جديد، بعد شعورها المتزايد بالخطأ فى تعاملها مع الشعب المصرى. وأكد أستاذ العلاقات الدولية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية الدكتور جمال زهران أن الولاياتالمتحدة تحاول مغازلة مصر بعد تدخلها السافر فى الشأن المصرى، قائلاً: «إن وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسى لا ينتظر أمريكا أن تعلق على ترشحه للرئاسة، وإعراب «بوتين» عن تمنيه بنجاح السيسى «مباركة دون تدخل» فى قراره كما تفعل الولاياتالمتحدة. وشدد «زهران»، فى تصريحات ل«الوطن»، على أن مصر لم تصبح فى تبعية الولاياتالمتحدة بعد الانفتاح الذى انتهجته الخارجية المصرية والمشير عبدالفتاح السيسى فى زيارته لروسيا فى هذا الوقت بالتحديد. كما قال الرئيس التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، السفير أمين شلبى، إنه كلما أصبح لدى مصر قاعدة كبيرة فى العلاقات الدولية، ضمن لها ذلك بدائل تزيد من قوتها الاستراتيجية، مضيفاً أن تعدد البدائل أمام مصر يضعها فى محل اهتمام الدول الخارجية بما يحفظ كرامة الشعب المصرى. وأوضح «شلبى»، فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن الإدارة الأمريكية فهمت تأكيد وزير الخارجية نبيل فهمى بعد 30 يونيو بأن مصر تتجه لتنويع البدائل والخيارات دون استبدال قوى بأخرى، والمقصود بها الولاياتالمتحدة، طالما كان ذلك على أسس الاحترام المتبادل وضمان الحرية وعدم التدخل فى الشأن الداخلى. ودعا «شلبى» الولاياتالمتحدة إلى أن تدرك الآن أن مصر لم تعد فى حاجة للاعتماد بشكل كامل عليها و«خروجها من الهيمنة» وأن هناك بدائل تساهم فى استقلالية القرارات المصرية وزيادة الاحترام للشعب المصرى، إضافة إلى ضمان الحرية فى سياستها الخارجية. من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، كمال عبدالمتعال، أن الولاياتالمتحدة اعترفت بأن مصر لم تعد متوقفة عليها، وأن لديها الحرية فى الخيارات، وينبغى على الولاياتالمتحدة أن تقلق من الوضع الحالى بعد أن أساءت التعامل مع مصر وشعبها بعد 30 يونيو. وشدد «عبدالمتعال»، فى تصريحات ل«الوطن»، على أن اتجاه مصر للغرب طول العقود الماضية وفقدان العلاقات مع الشرق وضعا مصر فى موضع خاطئ وأصبح قرارها غير مستقل، قائلاً: «أثق فى ذكاء وزير الخارجية نبيل فهمى والمشير عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، فى الاتجاه لتوطيد العلاقات مع روسيا مجدداً وفتح صفحة جديدة من العلاقات التاريخية لوقف أى محاولات للنيل من كرامة الشعب المصرى واستقلاله».