تلقى الوسيط الدولي في مفاوضات جنيف-2، اليوم، وعودًا أميركية وروسية بالمساعدة على إخراج المحادثات بين وفدي النظام والمعارضة السوريين من الطريق المسدود، بعد انقضاء أربعة أيام من الجولة الثانية من التفاوض من دون أي إحراز أي تقدم. والتقى الإبراهيمي، بعد الظهر، على مدى ساعتين مساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ونائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، وقال "قدمت لهما تقريرًا مفصلًا حول المباحثات التي أجريناها وما زلنا نجريها مع الطرفين السوريين، وجددا تأكيد دعمهما ووعدًا بالمساعدة هنا وفي عاصمتيهما على حلحلة العقد، لأننا حتى الآن لم نحقق تقدمًا كبيرا". وقال مسؤول أميركي في جنيف للصحفيين طالبا عدم ذكر اسمه إن الاجتماع الثلاثي بحث "في السبل الفضلى لتحريك مسار جنيف-2 قدما، هذا مسار صعب جدا". وأشار إلى أن "العمل الدبلوماسي الشاق مستمر، والولايات المتحدة ستستمر في دعم هذا العمل للمضي قدما"، وتحدث الإبراهيمي بدوره عن صعوبة التوصل إلى قاسم مشترك بين طرفين يخوضان حربًا مدمرة أوقعت في حوالى ثلاث سنوات أكثر من 136 الف قتيل ودمرت البنى التحتية والبلاد وهجرت الملايين. وقال "الفشل يحدق دائما في وجوهنا، في ما خص الأممالمتحدة، لن نترك حجرا واحدا من دون تحريكه إذا كان ثمة إمكانية للتقدم، وفي حال عدم وجود هذه الإمكانية، سنقول ذلك". ولم يحدد المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ما إذا كانت أي جلسات تفاوض مشتركة أو منفصلة ستعقد الجمعة، وهو اليوم الذي من المقرر أن تختتم فيه الجولة الثانية من المفاوضات، واجتمعت شيرمان بعد اللقاء الثلاثي مع وفد المعارضة، وكان غاتيلوف التقى أمس وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ويكمن الخلاف الأساسي القائم منذ بداية الجولة الأولى في يناير حول أولويات البحث، ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسالة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديموقراطية، يتمسك النظام بأن المطلوب أولا التوصل إلى توافق على "مكافحة الارهاب" الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة، مؤكدًا أن الحوار حول مستقبل سوريا يكون على الأرض السورية وأن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع. ورأى كبير المفاوضين في الوفد المعارض هادي البحرة في حديث مع فرانس برس أنه في حال تبين "إن المؤتمر لا يؤدي إلى حلول إيجابية أو إلى توجه إيجابي، فهنا تقع المسؤولية على الوسيط الدولي السيد الأخضر الإبراهيمي لارسال تقريره الدولي إلى مجلس الأمن والراعيين الأساسيين (واشنطن وموسكو) موضحًا فيه أسباب عدم التوصل إلى بداية تفاوضية ناجحة". وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لوكالة فرانس برس ردا على سؤال عن احتمال قيام الروس بضغط على الوفد الحكومي خلال المفاوضات، إن "الأصدقاء الروس يعرفون جيدًا أننا نمارس كل المرونة وكل الفهم والالتزام بوثيقة جنيف، ونعتقد أن كل الضغط يجب أن يكون على الطرف الآخر الذي لم يعترف بوجود إرهاب في سوريا والذي يصر دائما على مناقشة بند واحد".