في ظل ما تشهده منطقة الخليج من توترات متصاعدة، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، دعوة إلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وقادة الدول العربية، لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في مكةالمكرمة للتشاور والتنسيق حول الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة وتداعياتها على الأمن والاستقرار. واعتبر خبراء، أن دعوة السعودية هي محاولة للضغط على إيران، وأن المؤشرات الأولية تثير احتمالية نشوب حرب في منطقة الخليج. أستاذ العلوم السياسية الإماراتي الدكتور عبدالخالق عبدالله، أعرب عن خشيته من تزايد التوترات في الخليج في الشهر الماضي، مؤكدا أنها تنعكس بالضرروة على زيادة احتمالات حدوث مواجهة عسكرية بين أمريكاوإيران في منطقة الخليج، خاصة في ظل التصعيدات الأخيرة والاعتداءات والأعمال الإرهابية التي تمارسها إيران في البر والبحر، على حد قوله. واستبعد "عبدالله"، حدوث صدام عسكري بين دول الخليج العربي وإيران باعتبارها ليست معركتها الأساسية، مضيفا: "لكن الدول الخليجية ستسعى للحد من نفوذ إيران في المنطقة"، مضيفا: "المواجهة الأساسية بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإيران وليس دول الخليج، لأن ترامب يتبع سياسة العصا الغليظة ضد إيران على كافة المستويات بهدف تصفير صادرات إيران من النفط". وأكد أستاذ العلوم السياسية الإماراتي أن هدف المملكة العربية السعودية من الدعوة لعقد القمتين، هو الحصول على الدعم العربي والخليجي للضغط على إيران، كما أن المملكة دعت لتلك القمة للتأكيد على وقوف الأشقاء العرب بجانبها ضد أي اعتداء آخر قد يحدث، مؤكدا: "هذه ليست دعوة لشن حرب في الخليج". ولفت إلى أن تلك الأعمال الإرهابية التي قامت بها جماعة الحوثيين بدعم من إيران تجاه ناقلات النفط السعوديتان، هي عمليات متوقعة حتى من قبل التصعيد الأخير الذي شهدته أزمة النفط بالخليج، لأن هدفها الرئيسي هو زعزعة استقرار السعودية، واصفاً الحوثيين ب"يد إيران" لنشر الفوضى في الخليج. "دعوة السعودية لعقد قمة خليجية وعربية تزامناً مع القمة الإسلامية جاء في وقته، نظراً لما تمر به المنطقة من أزمة متصاعدة سببها التدخلات الإيرانية في شئون دول الخليج" هكذا بدأ الكاتب والمحلل السياسي السعودي جاسر عبدالعزيز حديثه ل"الوطن"، مشدداً على قدرة دول الخليج على الرد على أي هجمات من دول معادية بالقوة، مضيفا: "لكنها تفضل الحل السلمي، وتسعى الى حشد دول الخليج في وجه إيران، خاصة وأن تصرفاتها أصبحت غير متوقعة في الفترة الأخيرة مع اقتراب أوضاعها إلى الهاوية"، على حد قوله، في إشارة إلى العقوبات الأمريكية المشددة المفروضة عليها. وأضاف "جاسر": "الضغط من الدول العربية و الولاياتالمتحدةالأمريكية قد يجعل إيران تعيد النظر في سياستها ويتسبب في هدوء نسبي بالمنطقة، لأنها تكبدت لخسائر قاصمة حتى الآن".وكانت أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط ترفع اثنتان منها علم السعودية، تعرضت لأعمال "تخريبية" قبالة سواحل الإمارات منذ أسبوع، قبل أن يشنّ المتمرّدون اليمنيّون المقرّبون من إيران هجوماً ضدّ محطّتَي ضخّ لخط أنابيب نفط رئيسي في السعودية بطائرات من دون طيّار. وحذّرت "الرياض"، أكبر مصدّر للنفط في العالم، من أن هذه الهجمات "تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي"، لكنها أكّدت فجر الأحد أنها لا تريد حربا مع إيران. وتجتمع الدول النفطية في "جدة"، في وقت تدور حرب نفسية بين الولاياتالمتحدةوإيران، بسبب العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن عليها، وأدت إلى تراجع إمدادت النفط والتزام الدول النفطية بخفض الإنتاج، حسبما أعلنتا منظمة الدول المصدّرة والوكالة الدولية للطاقة هذا الشهر. ومنذ 26 مارس 2015، تتواصل معارك بين الجيش اليمني وقوات التحالف العسكري العربي الذي تقوده المملكة السعودية من جهة، و"الحوثيين" من جهة أخرى.