تظاهر يمنيون بكثافة، اليوم، في صنعاء للتعبير عن دعمهم للعملية الانتقالية السياسية في بلادهم، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة لحركة الاحتجاج، بحسب مراسل لوكالة فرانس برس. والمحتجون وهم بمئات الآلاف بحسب المنظمين، ساروا في شارع الستين في العاصمة اليمنية صنعاء ورددوا شعارات مؤيدة للعملية الانتقالية بينها تحويل اليمن، كما أعلن، أمس، إلى دولة اتحادية من ستة اقاليم. وأراد المتظاهرون التعبير عن دعمهم للسلطات الانتقالية لكنهم انتقدوا في الوقت نفسه الفساد المتفشي بشكل كبير في الاوساط السياسية عموما، وكذلك في صفوف القبائل النافذة. وأكدت الحشود التي تجمعت بناء على دعوة مجموعة من الناشطين الشباب الذين كانوا وراء اندلاع حركة الاحتجاج في 2011 والتي أدت إلى رحيل الرئيس علي عبد الله صالح تحت ضغط الشارع "استكمال تحقيق أهداف الثورة في مرحلة جديدة تتجسد من خلال دعم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وتأييد تقسيم البلاد إلى ستة أقاليم في دولة اتحادية جديدة". وطالب المتظاهرون "باسترجاع الأموال المنهوبة من رموز النظام السابق وإسقاط الحصانة عنهم ومحاكمة المتورطين في أعمال عنف وقتل شباب الثورة وقضايا فساد". وفي كلمة أمام المتظاهرين، أعلنت الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن "الثورة مستمرة حتى بناء اليمن الجديد الذي حلم به كل يمني خرج للساحة لإسقاط النظام الفاسد". وقالت "نحن خرجنا اليوم لنقول للذين يقومون بثورة مضادة، الشعب اليمني يعرف لماذا يخرج ومتى"، مضيفة "ثورتنا مستمرة مع الفساد ورموزه ولن نهدأ حتى نسترد أموال الشعب التي سلبت من الشعب اليمني". وكان المتمردون الحوثيون الشيعة أكدوا، اليوم، رفض التقسيم الذي أعلنه الرئيس عبدربه منصور هادي لشكل الدولة الاتحادية المزمع اقامتها في اليمن، معتبرين أن الصيغة التي اعتمدت والتي ستجعل البلاد ستة اقاليم تقسم اليمن إلى "اغنياء وفقراء". وكانت اللجنة المكلفة تحديد الأقاليم في الدولة الجديدة اعتمدت الاثنين صيغة تقسم اليمن إلى ستة اقاليم، أربعة في الشمال واثنين في الجنوب. وبموجب هذه الصيغة، سيكون للحوثيين تواجد كبير في إقليم أزال الذي يضم صنعاء وصعدة، معقل الحوثيين، وعمران وذمار، ولن يحظى الحوثيون بموجب هذا التقسيم بمنفذ على البحر من خلال محافظة حجة التي الحقت بإقليم تهامة، كما لن يحظوا بتأثير على مناطق النفط في محافظة الجوف التي الحقت باقليم سبأ.