في جنازة شعبية مهيبة، غاب عنها قيادات محافظة القليوبية، ولم يحضرها سوى رئيس مدينة كفرشكر محمد الوكيل واللواء شريف الزيني مساعد مدير أمن القليوبية لفرقة بنها، نائبا عن وزير الداخلية. شيع أهالى وأبناء مدينة كفر شكر، فقيد مصر، نائب رئيس الجمهورية الأسبق زكريا محى الدين عضو مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، فى جنازة شعبية تقدمها أسرة الفقيد وأشقاؤه وأبناء أشقاؤه، فى مقابر الأسرة بعزبة محيى الدين، حيث وارى جثمانه الثرى، وسط بكاء الأهالى لحزنهم الشديد على فراقه. يذكر أن الفقيد شيعت جنازته، من مسجد آل راشدان بالقاهرة، في جنازة عسكرية بحضور المشير محمد حسين طنطاوى، والدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء وبعض مرشحى الرئاسة وقيادات المجلس العسكرى. وفور وصول الجثمان تسابق الأهالي علي حمله، حيث كان ملفوفا بعلم مصر، وأدوا عليه الصلاة مرة أخرى في مسجد والده عبد المجيد محيي الدين، ثم تحركت الجنازة من أمام منزله بالقرية، حتى مقابر الأسرة في حضور نجله محمد والأسرة ومعتز خورشيد وزير التعليم العالي السابق، وعددا من أقارب الفقيد وأصدقاء العائلة. التقينا بعض الأهالي عقب الجنازة، حيث تحدث ناظر عزبة زكريا محيى الدين، أحمد عبد السلام قائلاً أن الفقيد يمتلك 18 فدانا بالعزبة التى كان يطلق عليها اسم عزبة عبد المجيد محيى الدين، ثم تغير الاسم إلى عزبة زكريا محيى الدين، وكانت علاقته بالعزبة وأهلها لم تنقطع حيث، كان يقضى يوم الجمعة وسط أبنائها، ووسط الاراضى الزراعية، وكان يتعامل بروح الأبوة مع كل أبناء المنطقة وقد لوحظ خلال الفترة الاخيرة عدم قيام أحد من المسئولين بزيارته. وأضاف عبد الرؤؤف محمد، أن نحو 100 أسرة كانت تتلقى المساعدة ومازالت، من ريع زرع تلك الأراضى، وأنه لم يبخل على أحد بالمساعدة طوال حياته، كما اكان يكره الوساطة ويرفضها بشكل تام. وأشار عفيفى عوض، أحد المزارعين بالعزبة إلى كونه من أفضل أبناء مصر، وأن مصر خسرت رجلا بقامة عالية، لم يطرد أحد من الأرض ولم يطلب منا تركها، وأبرز ما كان يميزه هو روحه الطيبة. يذكر أن الفقيد ولد فى كفر شكر، وتلقى تعليمه الأولي في أحد كتاتيب قريته، ثم انتقل بعدها لمدرسة العباسية الابتدائية، ليكمل تعليمه الثانوية في مدرسة فؤاد الأول الثانوية. والتحق بالمدرسة الحربية في 6 أكتوبر عام 1936، ليتخرج فيها برتبة ملازم ثان في 6 فبراير 1938. وتم تعيينه في كتيبة بنادق المشاة في الإسكندرية. انتقل إلي منقباد عام 1939 ليلتقي هناك بجمال عبد الناصر، ثم سافر إلي السودان عام 1940 ليلتقي مرة أخرى بجمال عبد الناصر، ويتعرف على عبد الحكيم عامر. وتولي منصب مدير المخابرات الحربية بين عامي 1952و 1953، ثم عين وزيراً للداخلية عام 1953، وأُسند إليه إنشاء جهاز المخابرات العامة المصرية من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 1954، ثم عين بعد ذلك وزيراً لداخلية الوحدة مع سوريا 1958. تم تعيينه رئيسا للجنة العليا للسد العالي في 26 مارس 1960، ووزيراً للداخلية للمرة الثانية عام 1961، و رئيسا للوزراء ونائبا لرئيس الجمهورية عام 1965. وعرف عنه الحزم والصرامة نظرا للمهام التي أوكلت إليه كوزير للداخلية ومديراً لجهاز المخابرات العامة، وكان ذو ميول ليبرالية، كما كان رئيساً لرابطة الصداقة المصرية-اليونانية.