بعد ما يزيد عن العام على أحد أسوأ المجازر في التاريخ المعاصر بالنرويج، والتي راح ضحيتها 77 مواطنًا، حكمت اليوم محكمة أوسلو على "أندريس بيرينج بريفيك"، الذي ارتكب المذبحة، بأقصى عقوبة وهي السجن لمدة 21 عامًا. وقد رحّب الناجون من المجزرة، وأقارب الضحايا بالحكم، الذي جاء بعد ثلاثة عشر شهرًا من ارتكاب "بريفيك" لجريمته، حيث قام بتفجير قنبلة في أحد أحياء أوسلو، وأطلق النيران بشكل عشوائي في جزيرة "أوتويا" ليقتل ما يقرب من 77 شخصًا، كان أكثر من نصفهم من المراهقين وطلاب المدارس، ما أحدث صدمة في المجتمع النرويجي الذي لم يعتد على مثل هذه الجرائم من قبل. وقد استقبل "بريفيك"، اليميني المتطرف والبالغ من العمر 33 عامًا، الذي اعترف في وقت سابق بارتكابه تلك المجزرة التي هزت البلد المسالمة، الحكم بسجنه 21 عامًا بابتسامة متكلفة. وقد جاء الحكم مع شرط "الاحتجاز الوقائي" الذي يعني أنه يمكن تمديد الفترة التي سوف يقضيها في السجن، طالما تم اعتباره يمثل تهديدًا للمجتمع، وهذا يعني أنه من غير المرجح أن يتم الإفراج عنه أبدًا. وفي محاولة استفزازية واضحة، استغل "بريفيك" حقه في التحدث إلى المحكمة بعد النطق بالحكم، متوجهًا بالاعتذار للقوميين المتشددين في أنحاء أوروبا عن عدم قتله للمزيد من الأشخاص خلال الهجومين اللذان ارتكبهما. كان "بريفيك" قد قام بهجومين، أحدهما استهدف أحد أحياء أوسلو بقنبلة، والثاني استهدف معسكرًا صيفيًا نظمه شباب حزب العمال الحاكم للبلاد، فوق جزيرة أوتويا، في الثاني والعشرين من يوليو العام الماضي، مطلقًا النيران بشكل عشوائي، فيما وصف بأكبر مجزرة إرهابية ترتكب على أرض النرويج منذ الحرب العالمية الثانية.