تواصلت الأزمة السياسية الأوكرانية المستمرة فى البلاد منذ ما يزيد على شهرين، أمس، بعد تدخل الجيش الأوكرانى للمرة الأولى لمطالبة الرئيس بحل الأزمة ووقف احتلال المنشآت الحكومية من قبل المتظاهرين، وهو ما أثار غضباً شديداً فى أوساط المعارضة الأوكرانية والاتحاد الأوروبى والولاياتالمتحدة، وحذرت المعارضة الأوكرانية الاتحاد الأوروبى، من أنه «من المرجح جداً» أن يتدخل الجيش الأوكرانى لتفريق المتظاهرين الذين يعتصمون فى وسط «كييف» منذ ما يزيد على شهرين. وأصدر الرئيس الأوكرانى عفواً عن المحتجين المعارضين، يكاد يكون بمثابة إنذار، حيث أمهل المعارضة 15 يوماً للانسحاب من الأماكن العامة التى يحتلونها، وقال أرسينى ياتسينيوك، أحد قادة المعارضة، إن «هناك مخططاً مرجحاً جداً للسلطة لاستخدام القوة بما يشمل مشاركة الجيش»، فيما اجتمع «ياتسينيوك» مع وزير الخارجية الألمانى فرانك شتاينماير، والرئيس الألمانى يواكيم جاوك، ما دفع ألمانيا لإعلان استعدادها استقبال الناشط المعارض ديميترو بولاتوف، الذى كشف تعرضه للتعذيب على مدى أسبوع بعد خطفه فى 22 يناير، لتلقى العلاج الطبى، خاصة أن حالته أثارت موجة تعاطف كبرى فى أوروبا والولاياتالمتحدة. وأكد «ياتسينيوك» أن «البلاد بحاجة إلى أكثر من مجرد دعم كلامى من الغرب، وإنما نريد مشاركة أكثر فاعلية للمساعدة فى حل الأزمة السياسية الراهنة. أوكرانيا بحاجة ماسة إلى «خطة مارشال» وليس إلى أحكام عرفية من أجل استقرار الوضع السياسى والاقتصادى فى البلاد»، من جانبه، اعتبر الأمين العام للحلف الأطلسى أندرس فوج راسموسن، فى تغريدة على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، أنه على الجيش الأوكرانى أن يبقى «محايداً»، ويتوقف عن التدخل فى الأزمة السياسية، فيما أعرب البيت الأبيض عن «انزعاجه الشديد» لتعرض «بولاتوف» للتعذيب، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى، إن «واشنطن قلقة للغاية بسبب تزايد التقارير حول اختفاء المحتجين وتعرضهم للضرب والهجمات على الصحفيين خلال الأزمة السياسية فى أوكرانيا، إضافة إلى تورط قوات الأمن التابعة للرئيس الأوكرانى فى تلك الهجمات». فى الوقت ذاته، أعلنت وكالة «موديز» للتصنيفات الائتمانية، مساء أمس الأول، تخفيضها تصنيف أوكرانيا الائتمانى درجة واحدة مع «آفا سلبية»، بسبب الطبيعة الأكثر عنفاً للأزمة، والتى تهدد بإفلاس الدولة، فيما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى كاترين أشتون، أنها ستتوجه مجدداً إلى «كييف» الأسبوع الجارى، للمساعدة فى حل الأزمة. والتقى وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، أمس، قادة المعارضة الأوكرانية فى «ميونيخ»، بعد تصعيد الجيش الأوكرانى لهجته، وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس» الفرنسية، إلى أن «الولاياتالمتحدة وضعت ثقلها فى القضية، لتنضم بذلك إلى الأوروبيين الذين كثفوا مهمات الوساطة فى الشهرين الماضيين».