لم تعد ممارسة هواية الصيد فى الإسكندرية تقتصر على الرجال فقط، بل تطلع البعض لإدخال الفتيات والسيدات إلى ذلك العالم الملىء بالمغامرة والصخب والمتعة والموهبة، حيث أطلق "بهاء خالد"، 62 سنة، مهندس زراعى متقاعد، مجموعة خاصة على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، تحت اسم "بالإسكندرية"، لتشجيع العائلات على تنظيم رحلات للصيد، وخلال أقل من عامين، انضم لهذه المجموعة أكثر من 32 ألف شخص. تحدث مؤسس "الجروب" ل"الوطن" قائلاً إنه قام بتنظيم 15 رحلة بحرية إلى عدد من الجزر فى البحر المتوسط، قبالة شواطئ الإسكندرية، خلال العام الماضى فقط، مشيراً إلى أن فكرة الرحلة تبدأ باختيار الموعد المناسب، وفقاً لظروف الطقس، حيث يجب أن تتسم أمواج البحر بالهدوء، فلا يتم تنظيم رحلات للصيد خلال موسم "النوات"، ولا فى حالة وجود بعض الرياح، أو حتى ارتفاع بسيط للأمواج، نظراً لكونها رحلات عائلية، تهدف فى المقام الأول إلى الاستمتاع، وتنمية موهبة الصيد. مهندس متقاعد يطلق مجموعة على "فيسبوك" تضم 32 ألف "سكندرى".. وقدرات خاصة للسيدات وأضاف "خالد" أنه وعدداً من أصدقائه مسئولى "الجروب" من الصيادين، يقومون بشرح طرق الصيد، والمعدات اللازمة، ومكان التجمع، بالإضافة إلى تقديم نصائح تتعلق بالأمن والسلامة، حتى تمر الرحلة بسلام، كما يقدمون النصائح الخاصة بالملابس الملائمة للرحلة، واصطحاب كميات من الثلج، إضافة إلى التأكد من ووجود الرقم القومى مع جميع المشاركين فى الرحلة. وأكد أن هذه الرحلات تكون مجانية، كما أن التعليم فيها بدون مقابل، ولكن يكون على كل شخص تحمل تكلفة مواصلاته وطعامه و شراء "طعم الأسماك" والمعدات اللازمة للصيد، كما يتم تجميع المبلغ الخاص بتأجير المركب، لضمان الجدية، ولضبط العدد المحدود بالمركب، وفى حالة إذا كان الصيد يقتصر على الشاطئ فقط، فلا يشترط العدد أو السن، كما يكون الموعد مفتوحاً لكل شخص حسب ظروف شغله أو دراسته. وأشار المهندس المتقاعد إلى أن الفتيات والسيدات أظهروا قدرات خاصة على الصيد، كما أن تواجدهن بين المشاركين فى هذه الرحلات، أعطى أجواء جديدة وطابعاً مميزاً لعودة مشاركة العائلات من جديد فى هوايات مشتركة، مشيراً إلى أنه يفضل وجود أحد الرجال مع الفتيات، من أقارب الدرجة الأولى، وأضاف أنه فى حالة عدم وجود رجل، فإنه يعتبر نفسه والداً للجميع، والذين ينادونه ب"عم بهاء"، كما يلقبونه ب"أبو صيادين الجزر".وأكد أنه فى خلال عامين من رحلات الصيد، لم يحدث أى مشكلة بين الشباب أو الفتيات، فوجود العائلات يجعل الجميع فى حالة احترام وتقدير، بالإضافة إلى مراعاتهم لقواعد "الجروب"، التى تحث على احترام الكبير، وتقدير وتقديم العنصر النسائى عن الذكور، واصفاً تلك الرحلات ب"الرائعة"، ويجب على الجميع تجربتها، مشيراً إلى أنها تساعد فى إظهار المواهب، كما تساعد على التخلص من الهموم وضغوط الحياة اليومية، والأكثر من ذلك أنها "تبدل الحزن بالفرح، والتنهد بالصبر، والتسرع بالحكمة"، على حد تعبيره.