شهدت القمة العربية - الأوروبية الأولى من نوعها، التى استضافتها شرم الشيخ، مشاركة واسعة من وسائل الإعلام الأجنبية، فى عودة من جديد لتألق «مدينة السلام» باستقبال الفعاليات والأحداث العالمية والإقليمية الكبرى لإيصال رسالة للعالم بأن مصر كانت وستبقى وستظل واحة الأمن والأمان على مدار تاريخها، رغم محاولات بعض الكارهين والحاقدين والمنظمات المشبوهة تصدير صورة للعالم عكس ذلك. وقال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، إن الحضور الطاغى لوسائل الإعلام العالمية والدولية يؤكد أهمية القمة، لأنها غير مسبوقة، وتاريخية، بما تشهده من مشاركة قادة وزعماء المنطقتين العربية والأوروبية، وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك السعودية، وملك البحرين، وأمير الكويت، وكذلك مشاركة قادة الاتحاد الأوروبى كالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى، وقادة إيطاليا وفرنسا. وتابع أن مشاركة كل هؤلاء القادة تشير إلى ما يشعرون به من حاجة ماسَّة وضرورية للتعاون مع قادة الدول العربية، لتعزيز التعاون مع الجانب الأوروبى، مشيراً إلى أن الترتيبات الخاصة بعقد هذه القمة استمرت عامين ونصف العام، وتكللت الجهود بحضور 50 من زعماء المنطقتين، ما يؤكد نجاحها، لأن القمة توفر مناخاً يساعد على التقارب الفكرى لبناء شراكة أوروبية - عربية، بدلاً من العلاقات الثنائية، وستبنى هذه القمة قناعات مشتركة كأساس يُبنى عليه مستقبلاً. وتابع رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام أن الأوروبيين اعترفوا الآن بأن أمنهم جزء من أمن منطقة الشرق الأوسط، ومواجهة الهجرة غير الشرعية لا يمكن أن تحدث دون تنمية المناطق التى تنطلق منها موجات الهجرة وخلق فرص عمل لأبنائها. من جانبه، قال محمد إمام، مدير عام المركز الصحفى بهيئة الاستعلامات، إن القمة شهدت أكبر تغطية أجنبية وإقليمية لحدث يتم تنظيمه فى المنطقة العربية وفى مصر، مضيفاً أن المشاركين فى القمة من الإعلاميين الأجانب بلغ عددهم 940 مراسلاً لوسائل إعلام مقروءة ومرئية ومسموعة، بخلاف مندوبى وسائل الإعلام الرسمية التى صاحبت الوفود، بالإضافة لوسائل الإعلام المحلية. «دير تاجز شبيجل»: «الأوروبيون والعرب يناضلون من أجل تعاون أوثق» و«إمام»: «الاستعلامات» تنسِّق مع «الخارجية» لتيسير عمل الإعلاميين وضمان النجاح وأضاف ل«الوطن» أن الهيئة بدأت بالتنسيق مع وزارة الخارجية الترتيب الإعلامى للقمة، وتسهيل مهام عمل المراسلين، من خلال مركز إعلامى عالمى يضم أحدث الأجهزة، وتسهيل مهام دخول الأجهزة عبر مطارَى القاهرةوشرم الشيخ، من خلال غرف عمليات بالمطارين، وذلك قبل أكثر من شهر على انطلاق القمة. وشاركت ألمانيا بتغطية مميزة للقمة من خلال قناة «إيه آر دى» التى أذاعت لقطات من الافتتاح ومقتطفات من كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى، واهتمت الصحف الألمانية بالقمة، من خلال صحيفة «بيلد»، التى أشارت فى صدر صفحتها، اليوم الاثنين، إلى مشاركة ميركل واستقبال الرئيس السيسى لها، فى تقرير بعنوان: ميركل تلتقى مع قاده العالم فى شرم الشيخ. وكتبت صحيفة «دير تاجز شبيجل» البرلينية تقريراً حول القمة، تحت عنوان: «الأوروبيون والعرب يناضلون من أجل تعاون أوثق»، مؤكدة أن القمة تعد أول قمة «أورو - عربية» فى المنتجع المصرى، تضم زعماء الاتحاد الأوروبى، مثل أنجيلا ميركل، وتيريزا ماى، وجان كلود يونكر، فى أول مؤتمر نوعى يضم قمة للاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية، حيث تثمّن أوروبا عالياً جهود الرئيس السيسى والحكومة المصرية فى ضمان عدم سفر اللاجئين من بلادهم عبر البحر المتوسط إلى أوروبا. وقال موقع «دويتش فيله» الناطق بالعربية: «إن قادة دول الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى اجتمعوا فى شرم الشيخ، لتعزيز التعاون بين دولهم، فيما تبدو قضية بريكيست فى خلفية القمّة، لكنها يحتمل أن تبرز إلى الواجهة». وفى سياق متصل، احتفت الصحف العربية بالقمة، فقالت صحيفة «عكاظ» السعودية، إن القمة العربية - الأوروبية التى تستضيفها مصر ستصنع أبرز أطر التعاون بين أعضاء القمة المشاركين من الجانبين فى تعزيز نظام التعددية. وأشارت الصحيفة إلى أن القمة تصنع أفقاً عربياً جديداً ومبشِّراً بمشاركة قادة 38 دولة، 22 منها أوروبية، و16 دولة عربية، لمناقشة عدد من الملفات، أبرزها قضايا المنطقة، على رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة اليمنية، وسبل مكافحة الإرهاب، وإنقاذ المنطقة من الميليشيات المسلحة المدعومة من دول خارجية، وتعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول الأوروبية والعربية، مع استمرار تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية فى مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة، واختتمت الصحيفة تعليقها بالقول: إن هذه الخطوات المتلاحقة والمؤثرة ستصنع زمناً عربياً مبشِّراً بكل المقاييس لصالح المنطقة وشعوبها. وأشادت الصحف العمانية بنجاح القمة، حيث أبرزت جريدة «عمان» دعوة الرئيس السيسى، فى افتتاح أعمال القمة، إلى مقاربة موحَّدة شاملة لمواجهة الإرهاب فكرياً وأمنياً، وتأكيده ضرورة مواجهة ما يفرضه الواقع من تحديات، وعلى رأسها تفاقم ظاهرة الهجرة، وتنامِى خطر الإرهاب، فيما أبرزت جريدة «الوطن» العُمانية دعوة «السيسى» إلى التعاون والتنسيق والتكامل وليس التنافس بين المنطقتين العربية والأوروبية.