سيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي كمل جميلك، هذه دعوة عامة من الشعب المصري الذي عانى كثيرا تحت ويلات الاستبداد والفساد، كمل جميلك ولا تنظر إلى جغرافيا المكان، بل ارسم تاريخ المكانة، لا تنظر إلى حاضرك بل استمع لصمتنا الذي ينادى على مستقبل أفضل في ظل حياة ديمقراطية سليمة، اشتم رائحة الأمل في عيوننا جميعا، لا تكن كسابقيك قصير النظر وتكتفي بوضع صورتك داخل إطار مؤسسة الرئاسة، ولكن تمتع بجسارة تمنحنا الثقة في المستقبل، بعد توقفنا على أعتاب الحقيقة، وأدخُل بنا عصر النهضة ولكن ليس من باب الخروج. سيادة الفريق أول، لقد تحولت من فرد إلى فكرة، ودور الفكرة عادة أهم من فكرة الدور، فهناك العديد من الأشياء تُعطى لنا في هذه الحياة لأسباب غير معلومة! ما نفعله بهذه الهبات هو الاختبار الحقيقي للرجل الذي يجب عليه فعل ما هو مطلوب منه، حينما يكون هذا مصيره. وليس هناك رجل يصاب بالوهن أو بعدم القُدرة على القِتال، إن ما كان سعيُه أعظَم من حياتُه، وأنت اخترت التضحية بحياتك في سبيل نهضة هذا الوطن. سيادة الفريق أول، لقد تعلمنا على يد الأستاذ الدكتور أحمد يوسف أحمد بأنه "لا عزة للدين إذا عاش أبناؤه في وطن ممزق"، وإذا كان الوضع كذلك، فقد وقعت على عاتقك كقائد عام للقوات المسلحة مسؤولية تصحيح المسار بدلا من القيادة السياسية المنتخبة، ونحن نؤيدك في ذلك بعدما ظهر لنا جليا أخطاء وخطايا رجال أقل قدرا من الحدث ومن المسؤولية، وقد قمت بدورك المحمود، لذا نرجوك أن تكمل جميلك. سيادة الفريق أول، أدرك تماما أن الماضي – نادرا – ما تكون صُورته موضوعه في الإطار الذي نرغب فيه، وكذلك فنحن نظل جاهلين بالمستقبل، فلا يوجد بديل أمامنا سوى الحاضر، نستطيع أن نلعب فيه، ولكن دون محاولة اللعب به، لأن اللعب بحاضر الأمم والشعوب، يُمحى تراث الماضي، ويقضى على إنجازات الحاضر، ويُضلل رؤية المستقبل، فنصبح بلا ماضي ولا حاضر ومستقبل إضافة إلى كونه مجهول فهو مُظلم. سيادة الفريق، أنت الآن أمام منعطف خطير في مسيرة وتاريخ هذا الوطن، ووقعت عليك المسئولية لكي تقود السفينة إلى بر الأمان. فقم بدور العظماء في التاريخ، مثل جورج واشنطن في أمريكا، وشارل ديجول في فرنسا، وعبدا لناصر في مصر، وأعلم أن الاتساق مع الخطأ رغم معرفة أبعاده ونتائجه، خطيئة لن يغفرها الزمن. فعالج خطايا المرحلة الانتقالية من بعد 25 يناير، بفضيلة ما بعد 30 يونيو، وساهم في جعل ما يدور على الساحة السياسية الآن فضيلة تضاف إلى رصيدك الوطني. أرجوك أن تنهض بالمكان لمستوى المكانة. المكانة على الساحة السياسية الدولية، فأختر لمصر جيدا مكانا على مسرح الأحداث الدولي يسمح لنا بالفعل وليس مجرد رد الفعل، لأن ذلك سيكون بمثابة وضع لقواعد اللعبة. سيادة الفريق أول كمل جميلك.