هو: زوجتي تعشق الذهب، تكاد تهيم به عشقًا بل وجنونًا أحيانًا، ما أن يقع نظرها في مجلة أو تشاهد فيلمًا ترتدي فيه البطلة شيئًا من الذهب، حتى تتسمر وتتفحصها كأنها طبيب شرعي تعاين الجثة، وترى إمكانية شراؤه، ومراودتي عن نفسي حتى تضمن مدخلًا مناسبًا لتقنعني بمزايا اقتناء الذهب، الذي تعتبره لا يقل أهمية عن البترول، أيضًا يمنحها نوعًا من الأناقة والأمان النفسي، على حد قولها، رغم علمها أن الإيد قصيرة والجيب مخروم. هي: إنه لا يفهم وجهة نظري، نتشاجر بسبب عدم اقتناعه بجدوى شراء الذهب، الذي اعتبره ادخارًا واستثمارًا من تصاريف الحياة وغلاء الأسعار.. زوجي لا يدرك قيمة الذهب الذي أشتريه، لا أنكر شغفي وتعلقي بالمشغولات الذهبية؛ المنمنات منها والأطقم الكاملة، كما ورثتها عن جدتي التي كانت تفتح "الشكمجية"، وهو صندوق مجوهراتها، مثل مغارة علي بابا التي تنشق عن الذهب، والذهب فقط، يتوارى اللؤللؤ خجلًا منه، رغم ندرته وارتفاع سعره الباهظ، لكنه يبقى للنخبة فقط وصعب بيعه أيضًا، أما الذهب "يا روحي عليه"، فهو كنز شعبي تحب أن تقتنيه السيدات في شبرا أو الزمالك، لكن زوجي لا يفهمني دائمًا يقف أمام حلمي بتكوين ثروة متواضعة من الذهب، بمبالغ المكافآت التي يحصل عليها، والتي اعتبرها استثمارًا لها، فالجنيه الآن أصبح في مهب الريح أمام عمنا "الدولار".