بنظرة شاردة ووجه يملأه التردد، اعتاد أن يظهر الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء وزير التعاون الدولى، ببدلته الكلاسيكية، رافضاً أن تطغى ثقافة التفكير السريع على فكره، أسوة بمنصبه كعضو مجلس أمناء الجامعة الأمريكية بالقاهرة؛ فالخبير الاقتصادى اعتاد أن يحسب خطواته ب«الورقة والقلم»، إلا أنها طالت فى الفترة الماضية حتى تركت خلفه علامات استفهام متعددة، واتهامات بالتردد الدائم لمن فى مثل منصبه. وصفه مصطفى بكرى ب«الشوكة فى ظهر الوطن»، وآخرون يجدونه متأثرا بالدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية المستقيل، وسط اتهامات متعددة بالعمل ضد مصلحة الدولة، إلا أنه يأبى الخروج للرأى العام لتوضيح رؤيته والإجابة عن مئات التساؤلات فى أذهان المواطنين. تعددت مواقف «بهاء الدين»، بدءاً من رفضه أن يعلن صحة تقدمه باستقالته بعد شهرين من ثورة 30 يونيو فى وقت استقالة الدكتور محمد البرادعى لتخرج إحدى القيادات بالحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى لتؤكد أن «الببلاوى» ونائبه يدركان المسئولية التى على عنقيهما ولن يتركا الوطن فى وقت نحن بحاجة لهما فيه. منذ فترة، عارض نائب رئيس الوزراء الرقابة على تمويل الجمعيات الأهلية، على الرغم من تأكيدات الدكتور أحمد البرعى، وزير التضامن الاجتماعى، أن بعض القوى والتيارات تستغلها فى غير مصلحة الدولة بعد رصد تمويل بعضها بالملايين، وفى موقف آخر نفى تعاقد الحكومة مع شركة علاقات عامة من أجل الدعاية للحكومة المصرية فى أمريكا وتقديم الاستشارات السياسية لها، وتمضى الأيام ليخرج عقد تعاقد الحكومة مع شركة «جلوفر بارك» لتحسين صورة الثورة المصرية فى أمريكا، فيعود المسئول يؤثر الصمت رافضا التعليق. تتكرر المواقف فتتردد أنباء عن استقالة «بهاء الدين» بدعوى أنه يرى أن دوره قد انتهى بعد كتابة الدستور لتخرج «مصادر حكومية مطلعة» لتنفى تارة وتؤكد تارة أنه كتبها ولم يقدمها ل«الببلاوى» بعدُ، إلا أن وزير التعاون الدولى يرفض التعليق بشأن استقالته أو بشأن ما تردد عن انشقاقات الحكومة وعدم تجانسها. لم ينكر أحد أن وجود خبير اقتصادى مثل الدكتور زياد بهاء الدين فى حكومة ما بعد 30 يونيو أراح الكثيرين ممن انتظروا منه مواقف عدة تعيد لمصر كيانها الاقتصادى بقرارات سياسية واضحة، لكن بمرور الوقت يرى البعض أن مواقع القيادة بمؤسسات الدولة تحتاج لمؤهلات ربما يفتقدها نائب «الببلاوى»، أهمها الجرأة والحسم فى القرارات، متمسكين بقول الرئيس الراحل جمال عبدالناصر: «الخائفون لا يصنعون الحرية، والمترددون لن تقوى أيديهم المرتعشة على البناء»، على الرغم من أهمية «بهاء الدين» وخبرته الاقتصادية، فإن الجانب السياسى هو البطل الحالى فى أحداث لم تستقر بعدُ، والتى ربما لم يُجِدها وظهر ذلك كلما تردد فى قرار أو غابت تصريحاته بالنفى أو التأكيد للشائعات.