استقبل المستشار عدلى منصور، صباح اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، كلاً من د. طالب الرفاعي، سكرتير عام منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، وعمرو عبدالغفار، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط بالمنظمة، وذلك بحضور هشام زعزوع، وزير السياحة. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية إن منصور استهل اللقاء بتهنئة الرفاعي لكونه أول عربي يتولى رئاسة منظمة السياحة العالمية منذ إنشائها، فضلاً عن انتخابه رئيسًا للمنظّمة لدورة ثانية، مؤكدًا على أهمية السياحة كمصدر أساسي للدخل القومي المصري، وأنها تعد من القطاعات التي ستحظى باهتمام رسمي بالغ خلال الفترة المقبلة، بغية تطوير هذا القطاع وزيادة العوائد المالية التي يمد بها الاقتصاد القومي، ولا سيما من العملات الصعبة. من جانبه، وجّه الرفاعي الشكر لمنصور، منوهًا بأن المنظمة تتابع الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية ووزارة السياحة، للترويج للسياحة إلى مصر، لاسيما في ضوء امتلاكها لكل عوامل الجذب السياحي، في جميع أنواع السياحة، سواء الثقافية و الدينية أو الترفيهية والشاطئية، كما لفت إلى أن 95% من وسائل ربط مصر بمختلف مصادر السياحة الوافدة تتركز في خطوط الطيران، كما أكد أهمية تنويع هذه الوسائل لتيسير استقبال السائحين، بما من شأنه زيادة التدفقات السياحية. وفي إطار إعرابه عن حرص المنظمة على دعم السياحة العالمية بصفة عامة، وإلى مصر بصفة خاصة، عبّر الرفاعي عن استعداد المنظمة لتقديم الدعم والمساندة لمصر في مجال السياحة، موضحًا أن صناعة السياحة تأتي في المرتبة الثالثة عالميًا بعد قطاع المصارف وصناعة السيارات، وتمثل نسبة 9% من الدخل القومي العالمي، فضلاً عن أن واحدًا من كل أحد عشر مواطنًا يعمل في قطاع السياحة، كما أن كل وظيفة جديدة في السياحة تخلق وظيفة ونصف في مقابلها في مختلف القطاعات والصناعات المرتبطة بها. وتطرق اللقاء إلى عدد من التحديات التي تواجه قطاع السياحة في مصر، حيث كلّف المستشار عدلي منصور، وزير السياحة بإعداد مذكرة تفصيلية تتضمن كل العقبات والمشكلات التي تعوّق عمل الوزارة للنظر فيها والتوجيه بالتنسيق مع مختلف الوزارات والهيئات المعنية لتذليلها، والعمل على تيسير وتحسين الخدمات السياحية. كما أشار زعزوع إلى الخطة الإعلامية التي تعتزم الوزارة تنفيذها ترويجًا للسياحة المصرية، حيث وجّه منصور باستهداف الترويج للسياحة الثقافية إلى كل من الأقصر وأسوان، بما يتناسب مع الإمكانيات التاريخية والأثرية لهاتين المدينتين، اللتين يعتمد اقتصادهما ومصدر دخل مواطنيهما على السياحة. وأدلى السفير إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بتصريحات أشار فيها إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار حرص مؤسسة الرئاسة على متابعة الجهود المصرية المبذولة، لاستعادة السياحة المصرية سابق عهدها، باعتبارها أحد أهم مصادر الدخل القومي المصري، فضلاً عن دورها المحوري في تنشيط العديد من الصناعات والخدمات المكمّلة والمساعدة. وأضاف أن اللقاء تناول استهداف مصر الوصول بالسياحة الوافدة إليها بنهاية العام الجاري إلى 13.5 مليون سائح، منوهًا بأن 20 دولة رفعت حظر السفر الذي كان مفروضًا على مصر، كما أشار إلى أن السوق المستهدف بالنسبة للسياحة الوافدة إلى مصر هي السوق الأوروبية والدول العربية وذلك لاعتبارات القرب الجغرافي وتوافر خطوط الطيران، ولا سيما المباشرة منها، إلا أنه أكد أن هناك أسواقًا واعدة لتصدير السياحة إلى مصر من كل من الهند والصين والبرازيل وماليزيا وإندونيسيا وتايلاند، والتي يتميز السائحون الوافدون منها بمعدلات إنفاق مرتفعة نسبيًا. وتابع المتحدث الرسمي منوهًا بأن الازدهار النسبي الذي بدأ في الحركة السياحية الوافدة إلى مصر يتركز في السياحة الشاطئية والترفيهية، وأن الدولة مهتمة بتنشيط السياحة الثقافية، بما يتناسب مع إمكانيات مصر الهامة في هذا المجال الذي تبذل كل أجهزة الدولة جهودًا دؤوبة للارتقاء بمستوى خدماته وتدريب العاملين به. كما شدد على الارتباط الوثيق بين الأمن والسياحة، مشيرًا إلى أن استكمال استحقاقات خارطة الطريق، وأولها الاستفتاء على مشروع الدستور، المقرر الأسبوع المقبل للناخبين في الداخل، سيتيح مناخًا إيجابيًا مستقرًا تنتعش معه حركة السياحة الوافدة إلى مصر.