"اللي اختشوا ماتوا..واقتل القتيل وامشي في جنازته".. كلمات قالها بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في وجه أعضاء الحزب الوطني، الذين وجدوا الدستور الجديد أرضية تعيدهم للمشهد السياسي من جديد. أثارت كلمات فتحي سرور رئيس مجلس الشعب طوال فترة حكم مبارك، التي قالها في مؤتمر لدعم الدستور، استفزاز عدد من جماهير الشعب، بعدما قال "نحن أمام وثيقة دستورية تسجل أن الشعب مصدر السلطات وتقوم على الحريات والحقوق وقضاء مستقل ومحايد يحمي كل ما تقدم"، ولم يتوقف الأمر على فتحي سرور، بل صار على مصيلحي وزير التضامن في عهد آخر حكومة للرئيس المخلوع مبارك، على دربه في مؤتمر لدعم الدستور بالشرقية، قائلا "علينا أن ننتصر، ونخرج ونقول نعم للدستور حتى تكتمل خارطة الطريق، لأن النزول فى هذين اليومين أصبح واجبا وطنيا". استغل الإخوان مشهد عودة الفلول، وسلطت سهام اتهاماتها إلى حركة تمرد بأنها جاءت لعودة رموز الحزب الوطني المنحل للظهور الجماهيري من جديد، بعدما أخلت لهم الساحة السياسية، بالإطاحة بالرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان، منافسهم الأقوى والأكثر تنظيما، لم يكن على محمد عبد العزيز، أحد مؤسسي تمرد، إلا أن يبرئ نفسه من اتهام الإخوان، قائلا "على وجوه الفساد والاستبداد الحاكمة قبل 25 يناير أن تخرس فلا الشعب سينسى ولا التاريخ سيرحم.. لا فتحي سرور ولا مشيرة خطاب ولا غيرهم يستحقون الالتفات إليهم وتعليقاتهم عن مكتسبات 30 يونيو سخافة ما بعدها سخافة.. لا لسياسات (المخلوع) مبارك ولا لسياسات (المعزول) مرسي". ولم يقتصر ظهور أعضاء الوطني المنحل على الساحة السياسية بعد رحيل الإخوان على الرموز الكبيرة فقط، بل امتد لقيادات الصف الثاني والنواب السابقين من أعضاء الوطني المنحل في معظم محافظات مصر، حيث تزايدت تحركاتهم السياسية والشعبية لملء الفراغ الذي تركه الإخوان بعد خروج الجماعة من السلطة، خصوصًا أن الأحزاب المدنية غير مؤهلة للوجود السياسي بشكل قوي رغم عزل الإخوان سياسيا. وبعد غياب لسنوات، عاد الدكتور هاني سرور، رجل الأعمال والنائب بمجلس الشعب عن الحزب الوطني الذي حكم عليه بالسجن 3 سنوات عام 2007 في قضية أكياس الدم الملوثة بشكل مفاجئ، حيث دشن حملة دعائية كبيرة في شوارع القاهرة لدعوة المواطنين للتصويت ب"نعم" على الدستور. وأزعج تصدر رجال مبارك للمشهد كثيرين، خاصة من شاركوا في ثورة 25 يناير من الحركات الثورية وأبدوا مخاوفهم من عودة الفساد السياسي للبلاد مرة أخرى، ورأى عمرو علي، المتحدث باسم حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، أن كلمة "فلول" اخترعها الإخوان المسلمين، مستبعدًا عودة رجال مبارك للحياة السياسية من جديد، وأشار إلى أن الشعب لن يقبل بالعودة للوراء وسيفرز رجال مبارك والإخوان من الرجال التي تسعى لتحقيق مطالب ثورتي 25 يناير و 30 يونيو.