بفرحة عارمة وحضن دافئ استقبلت أسرة الطفل عمر محمد، 10 سنوات، نجلهم المخطوف منذ أيام قليلة، بعدما نجحت مديرية أمن الإسكندرية، في إعادته إلى والده ووالدته عقب خطفه وإلقاء القبض على المتهمين وعددهم 4 أشخاص. وحمل الأب نجله الصغير عقب عودته وتقبيله على كتفه وظل يرقص داخل قسم الشرطة تعبيرًا عن فرحته بعودة نجله وعدم دفع أي مبلغ مالي للمتهمين والقبض عليهم من قبل أفراد قسم الشرطة. قررت نيابة المنتزه في الإسكندرية، حبس مرتكبي واقعة اختطاف الطفل ومساومة والده على دفع مبلغ مالي مليون و200 ألف جنيه نظير إطلاق سراحه، 4 أيام على ذمة التحقيقات. وتعود الواقعة عندما تلقى اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من اللواء شريف رؤوف مدير إدارة البحث الجنائي، بورود إخطار من مأمور قسم شرطة المنتزه ثالث، يفيد ببلاغ مقدم من شخص يدعى "محمد. ق. م"، 38 سنة، سائق، مقيم بدائرة القسم، بغياب نجله "عمر. م. ق"، 10 سنوات، عقب توجهه لشراء بعض احتياجات للمنزل، وتلقيه اتصال هاتفي من مجهول طلب منه الحصول على مبلغ قدره مليون و200 ألف جنيه كفدية نظير إطلاق سراحه. توصلت تحريات ضباط قطاع الأمن العام بمشاركة إدارة البحث الجنائي، إلى تحديد مرتكبي الواقعة، وهم "عبدالناصر. ك. خ"، 44 سنة، سمكري، مُقيم بدائرة القسم، و"محمد. ح. إ"، 27 سنة، عامل، مُقيم بدائرة قسم شرطة الرمل ثانٍ، و"مصطفى. ى. إ"، 37 سنة، عامل، مُقيم بدائرة مركز شرطة كفر الدوار بالبحيرة، و"أحمد. س. ع"، 34 سنة، مُقيم بدائرة قسم شرطة المنتزه ثالث. وعقب تقنين الإجراءات جرى استهدافهم وضبطهم، وفور ضبط المتهم الأول أطلق باقي المتهمين سراح الطفل، واستعانوا بسائق "توك توك" لنقل الطفل من مكان احتجازه إلى محل إقامته، وتم ضبط الأخير، والتحفظ على "التوك توك" والسيارة المُستخدمة، وبمواجهتم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وجاري العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات. وحصلت "الوطن" على أوقوال عدد من المتهمين حيث أدلى "عبدالناصر. ك. خ"، المتهم الأول باعترفات تفصيلية أمام نيابة المنتزه، كاشفًا أنه قام باختطاف الطفل بمعاونة 3 آخرين، موضحًا بسابقة وجود خلافات مالية بينه وبين "جاره" شقيق والد المجني عليه، فاستعان بباقي المتهمين لخطف الطفل ومساومة أهليته على إطلاق سراحة نظير الفدية. وأضاف المتهم الثاني، خلال أقوالة أمام النيابة، بأنه استأجر سيارة ملاكي في سبيل تنفيذ مخططه، لافتًا إلى أنه استدرج الطفل لسابقة معرفته به حيث قال للطفل إنه صديق عمه واحتجزه بشقة خاصة بالمتهم الثانى "محمد. ح. إ"، بمنطقة المراغي بدائرة قسم شرطة المنتزه ثالث، شرق الإسكندرية. بينما اعترف "أحمد. س. ع"، المتهم الثالث، بأن دوره في عملية الخطف كان الهتصال بوالد المجني عليه ومساومته على مبلغ الفدية والمقدر بمليون و200 ألف جنيه. وأنكر سائق ال"توك توك"، الذي نقل الطفل من الشقة المحتجز فيها عقب إجراءات القبض على المتهمين الأربعة في قسم الشرطة، أنه ليس على علم بأن الطفل مخطوف ومطلوب له فدية مالية، مؤكدا بأنه تلقى مكالمة تليفونة من أحد المتهمين لنقل الطفل من مكان إحتجازه إلى محل إقامته فقط، وليس له أي دخل بالقضية أو المتهمين. وقال محمد قاسم، والد الطفل المخطوف، إنه سعيد بعودة نجله الصغير إلى حضن والدته، خاصة وأنهم قضوا أيام في بكاء وانهيار عصبي خوفا من عدم عودته لعدم وجود المبلغ المطلوب في الفدية، مؤكدًا أن نجله كان في الشارع ومتعود النزول إليه دائما لشراء احتياجات والدته عقب عودته من مدرسته إلا أنها فوجئت بتأخره كثيرًا ثم جاءت مكالمة تليفونية لطلب الفدية من أجل عودة الطفل الصغير. وأضاف والد الطفل،أن رجال الأمن بذلوا جهدًا كبيرًا فور علمهم بالأمر وتحرير المحضر بقسم الشرطة، مؤكدًا أنهم استدرجوا الخاطفين حتى تمكن ضباط الشرطة من القبض عليهم وعودة الصغير إلى أحضاننا مرة أخرى.
