"مصر بالذات شعب واحد تحول إلى سبيكة في بوتقة الانصهار، والتي أوجدت منه نسيجًا واحدًا وإن كانت له ديانتان هما الإسلامية والمسيحية"، جملة للدكتور الراحل ميلاد حنا في كتابه "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" الذي أعلنت إدارة منتدى شباب العالم اتخاذ محتواه كرؤية للمحور الرئيسي في فعاليات النسخة الثانية من "المنتدى"، والذي سيجرى تنظيمه في مدينة شرم الشيخ "أرض السلام" في الفترة من 3 - 6 نوفمبر المقبل، في تأكيد أن عدة ثقافات تاريخية مختلفة، بين الفرعونية والقبطية والرومانية اليونانية والإسلامية، ذابت بين ثنايا الملامح المصرية المعروفة والتي انسجمت بدورها مع مكانة القاهرة العربية والأفريقية ووقوعها بالبحر المتوسط، لتمتزج سبع سمات بالهوية المصرية. "إعادة الحياة والروح".. هو المعنى الشهير للرمز الهيروغليفي "مفتاح الحياة" أو "عنخ"، الذي تصدر آخر الفيديوهات المنشورة عبر صفحة منتدى شباب العالم، بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلى جانب عدد من رموز الكتابة المصرية القديمة لتعلوها بالإنجليزية "نحن الفراعنة". مصر احتضنت مختلف الثقافات منذ بداية التاريخ، من الفرعوني وحتى الحديث، استطاع الجميع التعايش في محبة وألفة وانسجام، وكأن "الانتماءات كالآلات الموسيقية التي يصدر كل منها نغمًا، ولكن العزف عليها معًا دون تنسيق سيحولها إلى ضجيج وصخب"، وفي لحظة تاريخية نادرة باتت المنصة التي أسسها مجموعة من الشباب الواعد ليرسل رسالة سلام وازدهار إلى العالم أجمع، وكأنها تجسد ما ذكره المفكر السياسي الراحل "فخر مصر" في ثمانينات القرن الماضي. خلق المنتدى بيئة فعالة لقادة شباب العالم من مختلف الخلفيات والخبرات والأفكار مع هدف واحد، وهو مناقشة موضوعات من شأنها إحداث تغيير إيجابي للمجتمعات في جميع أنحاء العالم، فهذا الجمع الشبابي المترابط الذي إنما ينبع من تنوع تاريخ المصريين ذو الخلفيات الثقافية المتعددة، فمصر نصف أوروبية وثلث آسيوية وسدس أفريقية، وفي داخلها تبدأ أوروبا عند الإسكندرية، وآسيا عند القاهرة وأفريقيا عند أسوان.