أتصور أن من الواجب على المقربين من الأستاذ محمد مهدى عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، تنبيهه إلى أن «قاموس اللغة الشعبية» يحتوى على مفردات أخرى متنوعة غير مفردة «طز»! فقد دأب على استخدامها بصورة مستفزة، وكان آخرها ما حدث فى أحد البرامج التليفزيونية، حين سأله مقدم البرنامج عن دور الإخوان فى الثورة، فأجاب: «الإخوان أصل الثورة»، ثم أضاف: «الحكم الإسلامى الذى ارتضاه الشعب طز فى أى واحد يرفضه». ولو يذكر القارئ الكريم أننى كتبت منذ أيام مقالاً بعنوان «جنسية المسلم عقيدته»، ذكرت فيه تصريحا سابقا للأستاذ «عاكف» قال فيه: «طز فى مصر وأبو مصر.. واللى فى مصر». لا خلاف على أن هذه اللغة لا تتفق وآداب الإسلام، ونحن فى شهر كريم يجب أن يعف فيه لسان المسلم حتى يتقبل الله عبادته. والكثيرون ممن يختلفون مع جماعة الإخوان لا يعارضون أن يستند حكم مصر إلى روح الإسلام وقيمه، المتمثلة فى الحرية والعدل والمساواة، لكنهم يختلفون على مسألة «الأخونة»، وفكرة أن الإسلام هو الإخوان، والإخوان هم الإسلام. فالإسلام أكبر وأجلّ من أن يختزل فى جماعة، أو فرد، أو حتى حقبة تاريخية معينة. الإسلام يا فضيلة المرشد السابق حجة عليك وعلينا وعلى كل من آمن به، لكن أحداً منا لا يملك أن يقول إنه حجة على هذا الدين. وعليك ألا تنسى أيضاً أن هناك ملايين من المصريين المسيحيين يرفض بعضهم فكرة الحكم الإسلامى، وهذا حقهم، طبقاً لقول الله تعالى: «لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً». فهل ستقول فى موقف أو مقام كهذا «طز»؟! إن إسراف الأستاذ «مهدى عاكف» فى استخدام لغة «الطز» أدى إلى اندفاع الكثير من الكوادر والقيادات الإخوانية إلى الترخص فى استخدام مفردات قاموس «الجزمة» فى كلامهم، وأعلن أحدهم أن من يعترض على قرارات الدكتور مرسى ليس له سوى «الجزمة»! وحقيقة الأمر فإننى لا أتخيل أن تصدر هذه الألفاظ عن أشخاص متدينين يؤمنون بكتاب الله تعالى الذى يقول: «لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم»، ويقول «ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم»، ويقول «ولا تنابزوا بالألقاب». لقد أكد المرشد السابق للجماعة أن الدولة لم تتم أخونتها بعد، وأن أخونة مصر تعنى أن يكون المحافظون والسفراء والحكومة والرئاسة «إخوان». حسناً فليتحدث باسم الإخوان باللغة التى يرتضيها، ويقل ما يريد، ولكن أن يتحدث باسم الإسلام بلغة «الطز» فهذا ما لا يليق بحال من الأحوال، حتى ولو قرأ الأستاذ «عاكف» هذا الكلام ثم قال «طز»!