أفاق مواطنو جنوب أفريقيا أمس على مستقبل بلا نيلسون مانديلا بطل مقاومة سياسات العزل العنصرى، حيث أعلن الرئيس الجنوب أفريقى جاكوب زوما عبر التليفزيون الرسمى مساء أمس أن نيلسون مانديلا، بطل الكفاح ضد التمييز العنصرى، توفى عن عمر 95 عاماً فى منزله بجوهانسبرج. وقال «زوما» إن «الرئيس السابق نيلسون مانديلا فارقنا، إنه الآن يرقد بسلام.. لقد خسرت الأمة ابنها الأكثر تأثيراً». ولم تقتصر مشاعر الحزن على الشعب الجنوب أفريقى فقط، فمثلما كان مانديلا مؤثراً فى الناس طوال سنوات كفاحه، فقد خيّمت مشاعر الحزن على كل الشعوب بعد وفاته، وسارع جميع رؤساء وملوك العالم إلى تقديم التعازى والنعى، فأشاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بمانديلا، واصفاً إياه بأنه زعيم ترك لبلده ميراثاً من الحرية والسلام مع العالم. وأضاف قائلاً: «لقد ذهب هو اليوم إلى مثواه الأخير وخسرنا نحن أحد أكثر الناس تأثيراً وشجاعة ونقاءً». وضمت المذيعة التليفزيونية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفرى صوتها إلى أصوات المعزين قائلة: «لطالما كان مانديلا بطلى». بينما بعث الرئيس الصينى شى جين بينغ برسالة عزاء إلى رئيس جنوب أفريقيا، ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عنه قوله: «سيذكر الشعب الصينى دوماً مساهمة السيد مانديلا الرائعة فى تطوير الروابط الصينيةالجنوب أفريقية وقضية التقدم الإنسانى». وقال فريدريك دى كليرك آخر رئيس أبيض لجنوب أفريقيا: إن أكبر إنجازات مانديلا هو توحيد جنوب أفريقيا والسعى إلى المصالحة بين السود والبيض فى عهد ما بعد سياسات الفصل العنصرى. وأعربت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عميق حزنها لوفاة مانديلا، وأضافت: «لقد كان رجلاً عمل بلا هوادة من أجل خير بلاده». من جانبه، قال الأمير تشارلز، أمير ويلز: «مانديلا كان تجسيداً للشجاعة والمصالحة الوطنية»، مضيفاً أن مانديلا كان رجلاً يمتاز بروح الدعابة العالية وكان لديه حماس للحياة. كما أعرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن تعازيه فى وفاة مانديلا، واصفاً إياه بأحد أبرز السياسيين فى العصر الحديث. وبعث الرئيس النيجيرى جودلاك جوناثان برقية تعزية إلى رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما. وقال الرئيس إن مانديلا كان أحد عظماء القارة السمراء. كما نعى رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى مانديلا، قائلاً: «لقد حارب مانديلا لإنهاء سياسة الفصل العنصرى بإرادة قوية». وفى سياق متصل، نعت فرنسا الزعيم الجنوب أفريقى. وقال الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إن مانديلا أسهم فى كتابة تاريخ بلاده والعالم بأسره. وأضاف أولاند أنه على الرغم من المعاناة الشخصية التى واجهها مانديلا فإنه استطاع أن يضع نهاية للنظام العنصرى. ومن ناحيته عبر رئيس وزراء فرنسا جون مارك إيرولت عن حزنه العميق لرحيل مانديلا. كما عبر وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس عن حزنه العميق لرحيل مانديلا، الذى وصفه بأنه «أبو جنوب أفريقيا». كما صرح رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بأن «نوراً كبيراً خبا» بعد وفاة نيلسون مانديلا. وأعلن أن العلم البريطانى سيُنكَّس أمام مكتبه. وأشادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بنيلسون مانديلا، معتبرة أنه «اسم أسهم إلى الأبد فى المعركة ضد قمع شعبه». وأعلن الرئيس الفلسطينى محمود عباس الحداد ليوم واحد على وفاة رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا. وأضاف: «لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطينى مقولته التاريخية: إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطينى على حريته». وبالإضافة إلى برقيات التعازى التى انهالت على جنوب أفريقيا من شتى دول العالم، فقد أعلنت أعلام الدول أيضاً حزنها على رحيل المناضل نيلسون مانديلا، فأمر الرئيس الجنوب أفريقى جاكوب زوما بأن تُنكّس الأعلام فى البلاد حزناً على وفاة مانديلا. كما أمر الرئيس الأمريكى باراك أوباما بتنكيس الأعلام الأمريكية على المبانى الرسمية الأمريكية فى الولاياتالمتحدة وفى الخارج حتى مساء الاثنين حداداً على مانديلا. كما أمر الاتحاد الدولى لكرة القدم «الفيفا» بتنكيس الأعلام إلى النصف والوقوف فى دقيقة صمت قبل الجولة المقبلة من المباريات الدولية، حداداً على وفاة نيلسون مانديلا. من ناحية أخرى ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية، أمس، أن مراسم تأبين رئيس جنوب أفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، ستستمر 12 يوماً من يوم إعلان وفاته، مضيفة: «الجنازة ستنافس جنازة بابا الفاتيكان الأسبق يوحنا بولس الثانى فى عام 2005، التى جذبت 5 ملوك و6 ملكات و70 رئيساً ورئيس وزراء، بالإضافة إلى مليونى مسيحى»، وأشارت إلى أن الخطة وُضعت منذ عام وتخضع للمراجعة.