تحتل مشروعات الطاقة، أولوية كبرى لدى الرئيس عبدالفتاح السيسي، منذ توليه الحكم، لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربائية، حيث بلغ العجز في يونيو 2014 أكثر من 6 آلاف ميجاوات وانتشرت الطوابير على محطات الوقود ومستودعات البوتوجاز، ولكن منذ ذلك الحين تمت إضافة قدرات كهربية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربية التقليدية والمتجددة، والتي تعادل 12 ضعف قدرة السد العالي. ويصل إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة إلى 8 آلاف ميجا وات، وفقا للدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، خلال حواره ل"الوطن" في ملحقها الاقتصادي الأسبوعي "الوطن الاقتصادي"، مؤكدا أن هناك حاليا عدة خطط لزيادتها. وطوال الأربع أعوام السابقة، شهدت البلاد تدشين العديد من مشروعات الطاقة المتجددة، آخرها في يوليو الماضي، حيث افتتح السيسي أكبر 3 محطات كهرباء في الشرق الأوسط وإفريقيا، وهي محطات "بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية"، بقدرة 9 آلاف و600 ميجاوات، بالإضافة إلى محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء من الرياح التي تعد الأضخم من نوعها في العالم، حيث تصل قدرتها 200 ميجاوات بتكلفة بلغت 218 مليون يورو، ويضم في مجمله 390 توربين رياح، وسيتم ربط المشروع بالكامل بالشبكة القومية للكهرباء. واستعرض وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أبرز إنجازات الوزارة خلال الفترة من يونيو 2014 وحتى نهاية عام 2018، موضحا أن إجمالي التكلفة الاستثمارية لمشروعات قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، التي تم تنفيذها خلال تلك الفترة بلغت حوالى 515 مليار جنيه بخلاف تكلفة المحطة النووية، بالإضافة إلى تكلفة استثمارات مشروعات القطاع الخاص في الطاقة المتجددة والتي تبلغ حوالى 2 مليار دولار استثمارات أجنبية. خلال مؤتمر "حكاية وطن"، يناير الماضي، رصد فيلم تسجيلي قصير أبرز المشروعات القومية منذ تولي السيسي، لتحتل المشروعات الخاصة بالكهرباء والطاقة المتجددة فيها جانبا، حيث تمت الإشارة إلى إنشاء مشروعات لتوليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بنحو 3332 ميجاوات تنتهي في آخر العام الحالي. ومن بين أبرز المشروعات للطاقة المتجددة، محطة "بنبان" العملاقة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بأسوان، والذي يعتبر واحدا من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية على مستوى العالم، من حيث القدرة في مكان واحد، كونه يستهدف تدشين 40 محطة للطاقة الشمسية لإنتاج الكهرباء بواقع 50 ميجاوات لكل محطة، بما يعادل حجم الإنتاج نحو 2000 ميجاوات، حيث إنه في 20 ديسمبر 2017، دخلت أول 50 ميجاوات منتجة من أول محطة للطاقة الشمسية بموقع بنبان في أسوان، في إطلاق البث التجريبي للمحطة. ويعتبر "بنبان" ضمن مشروع "شموس النوبة" بأسوان، الذي يستهدف توليد 752 ميجاوات من الطاقة الشمسية لإمداد أكثر من 350 ألف من السكان بالكهرباء، وتوفير ما يصل إلى 6 آلاف فرصة عمل خلال أعمال البناء، وهو مقام على مساحة 37 كيلو متر مربعا، ويبلغ حجم الاستثمار به 653 مليون دولار في 13 محطة من أصل 32، بينما القدرة الإنتاجية للمشروع هي 2000 ميجاوات، و3.4 مليار دولار تقريبا هي تكلفة المشروع الاجمالية. وجاء ذلك بالتزامن، مع قطع مصر شوطا مهما في مجال الطاقة المتجددة، وذلك بإقرار قانون يسمح للقطاع الخاص بإنشاء محطات طاقة شمسية على أن يتم شراؤها بنظام تعريفة التغذية وربطها بالشبكة القومية للكهرباء. يأتي هذا بالإضافة إلى مشروع "الزعفرانة" لطاقة الرياح، المشيد على 120 كيلو مترا جنوبي السويس، ويشمل 700 محطة لتوليد الطاقة من الرياح، ويمكنها توليد 550 ميجاوات من المشروع، على أن يستفيد منها 12 ألف منزل، بينما تبلغ تكلفة المشروع 320 مليون دولار. كما تم إنشاء مصنع لإنتاج ريش التوربينات لتوليد طاقة الرياح بطاقة 2000 ميجا وات وباستثمارات 2 مليون دولار، وجار تنفيذ عدد من مشروعات إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بإجمالي قدره 2105 ميجا وات في أسوان والمنيا. فيما نفذت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة مشروع تغذية القرى والتجمعات غير المرتبطة بالشبكة بالطاقة الكهربية باستخدام انظمة الخلايا الفوتوفلطية، وتنقسم إلى 4 مجموعات مختلفة على أساس النظام والحجم والطلب على الطاقة في القرى والنجوع والمجتمعات، وأبرزهم "محطة سيوة المركزية، ومحطة الفرافرة المركزية، ومحطة أبو منقار المركزية، ومحطة درب الأربعين المركزية، ومحطة حلايب المركزية، ومحطة أبو رماد المركزية، ومحطة الشلاتين المركزية، ومحطة مرسى علم المركزية". بينما جرى تطوير محطة الكريمات الشمسية الحرارية، في العام الماضي، وإعادة تشغيلها في مارس 2018، ما ساهم في زيادة قدراتها بنسبة تزيد عن 70%، والتي تضم 3 وحدات "بخارية وغازية وشمسية"، وتبلغ القدرة الإجمالية للمحطة 140 ميجاوات. وخلال الفترة المقبلة ينتظر بدء تشغيل عدد من المشروعات، أبرزها محطة خلايا فوتوفلطية بقدرة 20 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، ومحطة خلايا فوتوفلطية بكوم امبو 26 ميجاوات بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية، ومحطة خلايا فوتوفلطية بالزعفرانة قدرة 50 ميجاوات بالتعاون مع بنك التعمير الألماني، ومحطة خلايا فوتوفلطية بالزعفرانة قدرة 50 ميجاوات ومحطة خلايا فوتوفلطية بكوم أمبو قدرة 50 ميجاوات بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية. أستاذ هندسة الطاقة بجامعة أسوان: تعادل 7 أضعاف إنتاج الكهرباء بالسد العالي تلك القيمة الإنتاجية للطاقة المتجددة البالغة 8 آلاف ميجا وات في مصر حاليا، تعتبر قفزة نوعية للحكومة، وفقا للدكتور أشرف حميدة، أستاذ هندسة الطاقة بجامعة أسوان، مؤكدا أن البلاد وصلت مؤخرا لمستو عالي جدا في توليد الكهرباء، وهو ما لم يكن متوقعا قبل تولي الرئيس السيسي. وأضاف حميدة، ل"الوطن"، أن تلك القيمة الإنتاجية تعادل 7 أضعاف إنتاج الكهرباء بالسد العالي، والبالغة 1200 ميجا وات، مشيرا إلى أهمية التنوع في مصادر الطاقة المتجددة والتي تعتبر من استراتيجات الدول الكبرى والمتبعة في مصر حاليا، بين استغلال طاقة الرياح والشمس وغيرها. وأكد أن ذلك الأمر يهدف إلى تجنب وجود أي أزمة محتملة بالكهرباء ووجود مصادر متنوعة لها، مشيرا إلى أن إنتاج تلك النسبة حاليا يعتبر انجازا للحكومة، متوقعا أن تزيد خلال الفترة القادمة، ومشددا على أهمية استكمال محطة الطاقة الشمسية العملاقة بالعلمين.
