سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان البحيرة.. الحياة تحت حصار الأمراض «اللبان»: بحيرة المنزلة من أكثر المناطق التى تنتشر فيها الإصابة بمرض القدم السكرى والتسمم وفشل وظائف القلب والرئة
كشف مسئول بمديرية الصحة بالدقهلية، أن المحافظة تضم 4 آلاف مريض بالفشل الكلوى يجرى علاجهم بمستشفيات وزارة الصحة هذا العام. وأكد أن أعلى نسب الإصابة بالفشل الكلوى توجد فى مراكز المطرية والمنزلة والجمالية المطلة على بحيرة المنزلة، وتتسم هذه المراكز بأقل كثافة سكانية فى المحافظة، إذ تمثل 12% من مجموع سكان المحافظة، ورغم ذلك تضم ألف مريض بنسبة 25% من إجمالى مرضى الفشل الكلوى الذين يعالجون فى مستشفيات وزارة الصحة بالمحافظة. وتابع أن المرض زاد بمعدلات كبيرة فى السنوات الأخيرة وصلت إلى نحو 15% بالدقهلية ففى عام 2012 سجل 3400 مريض مقابل 3000 مريض عام 2011، وبالتالى تم التوسع فى وحدات الغسيل الكلوى بشكل كبير، وترجع زيادة معدلات المرض بين السكان إلى تلوث المياه والأسماك بمياه الصرف الصحى والصناعى، وأن معظم السكان فى تلك المراكز لهم علاقات مباشرة بالبحيرة سواء بالصيد أو العمل بداخلها. وقال الدكتور محمد محسن اللبان، وهو طبيب أمراض الباطنة بالمنزلة، إن أهم المخاطر الصحية التى تواجه المواطنين فى مراكز بحيرة المنزلة هو مرض البلهارسيا، الذى ينتقل للإنسان عن طريق المياه الملوثة بالصرف الصحى. وتابع «اللبان» أن مواطنى المنزلة تهددهم أيضاً «دودة الهتروفس» التى تصيب نحو 30% من السكان وتصل للمريض عن طريق أكل الأسماك غير المطهوة جيدا، حيث تعيش فى خياشيم الأسماك، موضحاً أن هذه الدودة تنمو فى المياه الملوثة بالصرف الصحى، وتؤدى إلى التهابات فى جدار الأمعاء لإحداث بؤر فى الأمعاء كى تتغذى على الدم والنسيج اللمفاوى، ما يؤدى إلى حدوث إسهال وارتفاع كرات الدم البيضاء والتهاب فى عضلات القلب نتيجة وصول بيض الدودة لمجرى الدم، لذلك يوجه النصح للمواطنين بطهى الأسماك جيدا وعدم أكل رأسها. وتتحمل الدولة توفير الأدوية مجانا خاصة للأمراض المنتشرة فى تلك المنطقة كدودة الهتروفس أو البلهارسيا، ولكن الإصابة بتلك الأمراض تُكتشف بعد أن يكون المرض أثر على الكبد ما يصيب المريض بتليف الكبد الذى يؤدى إلى الوفاة بحسب الدكتور اللبان. وأشار اللبان إلى ارتفاع نسبة التسمم بالعناصر الثقيلة يؤدى إلى حدوث فشل حاد فى وظائف الكلى والقلب والرئة، إضافة إلى أمراض الدوسنتاريا والديدان الشريطية، كما أن بحيرة المنزلة من أكثر المناطق التى تظهر فيها زيادة فى أعداد مرضى القدم السكرى، وهو مرض يحدث نتيجة عدوى جرثومية تسبب تغييرا فى أنسجة القدم المصابة وحدوث إصابات متكررة بالقدم نتيجة المشى دون حذاء، وهذا ما يحدث عادة مع الصيادين خلال أداء عملهم. ويحمل المرضى بهذا المرض أوراقا طبية تفيد هذا التشخيص ويتم العلاج على نفقة وزارة الصحة. وأكد الدكتور مجدى حجازى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية ما ذكره الدكتور اللبان قائلا «نقوم بتطوير قسم مرضى القدم السكرى فى مستشفى المنزلة المركزى نتيجة زيادة أعداد المترددين، وكذلك نحتاج إلى التوسع فى (مركز) الغسيل الكلوى الذى يضم 18 ماكينة غسيل لكن نحتاج مضاعفتها لأنها لا تستوعب أعداد المرضى». وذكر مصدر مطّلع بوزارة الصحة أن إحصاءات الوزارة تظهر أن نسبة الإصابة بدودة الهتروفس تبلغ 30% فى المراكز التى تطل على البحيرة وهى الجمالية والمنزلة والمطرية. وقال المصدر إن أعداد المرضى تتزايد بنسبة تقترب من 2% سنويا منذ بدء تفشى المرض قبل 12 عاما. وحاولنا الحصول على إحصاءات من مديرية الصحة عن مدى انتشار هذه الأمراض، لكن الوزارة لا تعد إحصاءات فى هذا المجال.