نقلت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية عن مصدر أمني قوله: إن "حزب الله استخدم طائرات استطلاع ليلية؛ لاكتشاف السيارة المفخخة التي تم ضبطها منذ عدة أيام في البقاع اللبناني، محملة بنحو 400 كجم من المتفجرات، بعد أن وردت لديه معلومات عن إمكانية دخول سيارات مفخخة إلى المنطقة عبر الحدود السورية". وذكرت الصحيفة، في عددها الصادر اليوم، أن عناصر الحزب أطلقوا النار على السيارة في منطقة غير مأهولة، بحيث لو انفجرت لا توقع أضرارًا أو خسائر في الأرواح، غير أن من كانوا داخلها تمكنوا من الهروب، في سيارة أُخرى مرافقة، وعندها حضرت قوّة من الجيش اللبناني إلى المكان. ورجحت المصادر أن يكون عناصر "حزب الله" قد قبضوا على من كان داخل السيّارة، واقتادوهم للتحقيق معهم قبل تسليمهم إلى الجيش، فيما أشارت إلى وجود رواية أخرى بأن السيارة تعرضت لهجوم قطاع طرق. من جانبها، أوردت صحيفة "النهار" رواية مشابهة، حيث أشارت إلى أنه بينما تحدثت الرواية الرسمية عن فرار من كان داخل السيارة، أفادت معلومات بأن "حزب الله" كان قد رصد حركة السيارة، وأنه أطلق النار على من في داخلها عند وصولها إلى منطقة بعيدة من أماكن السكن خوفًا من انفجارها. وفقا للصحيفة فقد تضاربت الروايات في انتظار استكمال التحقيقات، إلا أن المؤكد أن السيارة كانت متجهة نحو العاصمة "بيروت" عبر الطريق الدولية "بعلبك-حمص"، وداخل صندوقها قرابة 375 كيلوجرامًا من أصابع الديناميت ومادة سي 4 المتفجرة، إضافة إلى أن قذيفتي هاون موصولة وجهاز تحكم متطور يمكن تشغيله عبر الهاتف أو بواسطة انتحاري، وتعرضت هذه السيارة لإطلاق نارعلى إطاراتها الأربعة. على صعيد آخر، نقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية عن الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قوله: إن "عملية استهداف السفارة الإيرانية" تم التخطيط لها بعناية فائقة، معتبرًا أن المخططين "يعرفون مبنى السفارة حجراً حجراً"، على حد قوله. وأشارت الصحيفة إلى أن السيد نصرالله، خلال لقائه مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، يرافقه السفير الإيراني غضنفر ركن آبادي والقائم بالأعمال محمد صادق الفضلي، لفت إلى أن آبادي كان المستهدف لشخصه ورمزيته، ومعه القائم بالأعمال. ووفقًا للصحيفة التي توصف بأنها مقربة من حزب الله، فإن نصرالله أكد أن التفجير"كان يستهدف تدمير جزء المبنى المواجه للبوابة بالكامل، لعلمهم أن مكتبي السفير والقائم بالأعمال يقعان في تلك الناحية. وبحسب "الأخبار"، فإن نصرالله، قال إن نوعية المتفجرات التي استخدمت في الاعتداء "جديدة"، مشيراً إلى أن التفجيرات السابقة "كانت تستهدف حصد العدد الأكبر من الأرواح، لكنها في المرة الأخيرة كانت تستهدف التسبب بأكبر قدر من الدمار". وتوقّع نصرالله أن تستمر هذه العمليات، معتبرًا أنها عبارة عن تعويض عن الانتكاسات التي مني بها المحور المعادي في أكثر من ملف، وخصوصاً سوريا"، ونبّه إلى أن السفارة ستبقى هدفًا لعمليات أخرى. وفيما يتعلق بالتحقيقات في التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية، الثلاثاء الماضي، كشفت مصادر أمنية مطلعة لصحيفة "السفير" اللبنانية، أن سيارة الانتحاري الرباعية الدفع، جرى تفخيخها في منطقة "يبرود" السورية، الواقعة في القلمون، ثم وصلت إلى لبنان آتية من بلدة عرسال اللبنانية. وثمة معلومات مؤكدة لدى المعنيين في التحقيقات، تفيد بأن التخطيط والتفخيخ والإشراف جرى في سوريا، لكن التنفيذ في لبنان، حدث بمساعدة محلية، وأبرز الاتهامات والشبهات تحوم حول سرايا زياد الجراح، التابعة ل.كتائب "عبدالله عزام"، غير أن المؤكد أن عملية التفجير لا تقف خلفها جهة واحدة فقط، وفقًا لما قاله مسئول أمني آخر للصحيفة. ورأت مصادر أمنية أنه من الممكن أن يكون القيادي اللبناني في تنظيم القاعدة الشيخ سراج الدين زريقات، أعلن أن سرايا الحسين بن علي، هي المنفذة، وليس سرايا الجرّاح، لإبعاد الشبهة وتحييد أمير التنظيم أبو محمد توفيق طه عن المضايقات الأمنية والضغوط من داخل المخيمات الفلسطينية.