في عزاء اتسم بتظاهرة وطنية، لا يقل هدوءا عن رحيله الذي فاجئ الجميع الإثنين الماضي، عبر عدد من رفقاء الكاتب الصحفي الراحل عبد العال الباقوري، عن رثائهم له الذي أجمعوا فيه على أنه شخصية وطنية من الطراز الرصين الذي تمسك بمبادئه وسخر قلمه للدفاع عن قضايا أمته وفي القلب منها القضية الفلسطينية. تحدث عدد من رفقاء الكاتب الصحفي الراحل ل"الوطن"، على هامش العزاء، مساء اليوم، بمسجد الشرطة، وعلى رأسهم عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، حيث قال إن الباقوري "نقابي قدير وصحفي متميز وكان معتدل وأراءه معظمها يلتزم بالحكمة والموضوعية، كما كان يتسم بالعقلانية كان لديه وجهة نظر وكان من الناس التي تختلف معها لكن تحترمها". أما الكاتب الصحفي رجائي الميرغني، فقال "فقدنا شخصية مميزة جدا ذات تأثير واسع في عالم الصحافة والكتابة وفي العمل النقابي والمواقف الوطنية كان، علامة من علامات جيل خدم قضايا وطنه بكامل المسؤولية وكل أثاره تكشف عن هذا الحب وهذا العطاء، وطبيعي أن كل من يبحث عن الطريق إلى المستقبل أن يجد في شخصية الباقوري علامة مضيئة تنير له الطريق". ويقول جورج إسحق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، "نستنزف كل الناس الجميلة التي أثرت في المجتمع المصري وتماسكت حتى أخر لحظة هذه النوعيات نفتقدها جدًا"، موضحًا أن الباقوري لديه مواقف ثابتة حيث يدعم الوطنيين ويقف مع الحق وثابت في مواقفه لم يلون أو ينافق "كل هذه الأشياء الجميلة تحسب له" بحسب تعبيره. محمد خراجة، عضو مجلس نقابة الصحفيين أكد أن الباقوري كان "رجل محترم وطني ويتحلى بأخلاقيات المهنة بمنتهى الأمانة وصاحب مبادئ لا تتوافر في جيله أو الجيل الذي بعده لسانه يعفو عن الخطأ والشتيمة والإساءة لأحد لو كان يريد أن يكون ثريًا كان سيبقي كذلك لكنه صاحب موقف ومبدأ لا تتوافر للكثير من أبناء تياره". بينما يقول الدكتور عصام فرج، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، إن الباقوري رمز مهم جدًا للصحافة المصرية لأنه يجمع بين أكثر من مكانة وصفة حيث كان له دور كبير في النقابة ودور مهم ككاتب في جريدة الجمهورية. وتابع فرج "يكفي أن له مقالة مهمة جدًا نشرت بمجلة الكاتب المصرية يفند فيها مقولة القاء اليهود في البحر وجمع كل ما يثبت أنها لم تصدر عن أي مصري أو عربي، ولكنها مقولة صهيونية جرى بثها ليتبناها العالم العربي عن نفسه بينما هي مقولة صهيونية صرف ومن هنا يظهر بعده القومي والعروبي الذي كان يعتبره حائط صد ضد الصهاينة" . ويقول محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن الصحافة العربية فقدت رمز من المهنة والعمل النقابي فهو من أبرز النقابيين في مصر وفي نقابتها الأم في الوطن العربي. وتابع قائلا "القضية الفلسطينية خسرت كاتب صحفي كبير كرس قلمه للدفاع عن القضية فهي خسارة للصحفيين والشعب العربي كله، لا أنسى أنه بالرغم من مرضه كان من أوائل الصحفيين الذين يدافعون عن النقابة في كل المحن التي تعرضت لها خاصة في المجلس السابق، حيث كان من أشد المؤازرين كأبرز شيوخ المهنة الذين أداروا أزمتها". وشارك في العزاء لفيف من كبار الصحفيين والكتاب ومنهم ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، وكرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وعبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والدكتور عصام فرج، وكيل الهيئة الوطنية للصحافة، وأسامة سرايا، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الأهرام الأسبق، وجلال عارف ويحيي قلاش، نقيبًا الصحفيين السابقان، رجائي الميرغني وأحمد السيد النجار، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، والكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل. حضر العزاء أيضا كل من الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، والنائب مصطفى بكري والكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، بالإضافة إلى وفد من جمعية الصحفيين الإماراتيين "نقابة الصحفيين بالإمارات" وجريدة الاتحاد الاماراتية التي ساهم الباقوري في تأسيسها. كما حضر جورج إسحق، ومحمد عبد القدوس، عضوا المجلس القومي لحقوق الإنسان، والدكتور عبد الجليل مصطفى، ومحمد خراجة ومحمود كامل وعمرو بدر أعضاء مجلس نقابة الصحفيين عضو مجلس نقابة الصحفيين، وكارم محمود، وأسامة داوود، وإبراهيم منصور أعضاء مجلس نقابة الصحفيين السابقين، وحمدين صباحي المرشح الرئاسي الأسبق. وبدأ تلقى العزاء فور صلاة المغرب مباشرة بحضور عدد من الصحفيين ومنهم يحيي قلاش، نقيب الصحفيين السابق، وجمال فهمي، عضو مجلس نقابة الصحفيين الاسبق، وعدد من أعضاء حزب التجمع والدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية. وكان الباقوري قد توفى الإثنين الماضي بعد صراع مع المرض حيث كان يعالج بالمستشفى الجوي بالتجمع الخامس، وقد تم دفن الجثمان في مسقط رأسه بمحافظة أسيوط. يذكر أن الكاتب عبد العال الباقوري أصدر مؤلفات عدة حول القضية الفلسطينية، وكان الراحل قد تولى رئاسة تحرير جريدة الأهالي الصادرة عن حزب التجمع، وكان أحد كتاب المقال البارزين في جريدة الجمهورية.