قال القيادى التاريخى للجماعة الإسلامية فؤاد الدواليبى، إن ثورة أفراد الجماعة على القيادة الحالية للجماعة وقعت بسبب أن قطاعاً غير بسيط من أفراد التنظيم، اعترضوا الانخراط الكامل فى عنف جماعة الإخوان، كما أن أناساً آخرين رأوا أن القيادة الحالية خرجت عن مبادرة وقف العنف التى أطلقت فى عام 97. وأكد «الدواليبى» أن ما بدأ فيه الأفراد فى دمياط، هو ثورة لتصحيح الأوضاع، وعودة الجماعة إلى ما كانت عليه. وقال «الدواليبى»: إن من يقودون الجماعة كعادتهم، لا يرون الأمور على حقيقتها، فهم تصوروا أن ذلك جرى من أفراد بعيدين عن الجماعة، وأنهم قلة، رغم أننى أعرف أن عدداً كبيراً لا بأس به يوافقهم الرأى، ويجهز لثورة على القيادة الحالية. وأضاف: نحن مع وحدة الصف، ولكن على قيادة الجماعة أن تنظر للجميع، بنظرة جدية وجادة، وبدلاً أن يقولوا عليهم إنهم مرشدون لأمن الدولة، أن يراجعوا أخطاءهم، لأننا متأكدون أن وليد البرش ورفاقه، هم أناس مخلصون يريدون إصلاح الجماعة، ويريدون إعادتها إلى أن تكون دعوية إصلاحية للمجتمع فقط. وأشار «الدواليبى»، إلى أن القيادات القديمة أو الجديدة للجماعة، يمكنها تصحيح الأوضاع، ولكن عليهم أولاً أن ينسلخوا من قصة التحالف مع الإخوان، مؤكداً أن انحيازهم ل«مرسى» ورفاقه كان بسبب بعض المصالح التى حققها أفراد فى الجماعة. «الدواليبى» أكد أن المجموعة المسيطرة على الجماعة الإسلامية حالياً انقلبت على فكر مبادرة وقف العنف، وهى مجموعة بسيطة لكنهم نجحوا فى السيطرة على الأفراد، وخدعوا قطاعاً عريضاً بأنهم ضد العنف، لكنهم حينما سيكتشفون عكس ذلك ويتأكدون أن قياداتهم خدعوهم، سينسلخون من الجماعة، أو سيثورون على القيادة، وهو ما حصل. وقال إن الغرض من الجمعية العمومية التى أقيمت فى دمياط هو إقصاء ناس معينة، من قيادة الجماعة، وإنه يعرف أفراداً من كل المحافظات، يعترضون على سياسة الجماعة الحالية، ويقولون بنفس رؤية الدمايطة، لكن هناك كبتاً داخلياً، وهناك مجموعات جلست مع قيادة الجماعة الحالية، وقالوا لهم إنكم تحولتم إلى العنف وأغرقتم الجماعة مرة أخرى، وأنتم أرجعتمونا إلى الخلف، فأقنعوهم أن هناك مفاوضات تجرى بينهم وبين الجيش والدولة، وأن الجماعة لن تتورط فى شىء، رغم أن الصحيح غير ذلك، وضحكوا عليهم. وأشار إلى أن حزب البناء والتنمية انشغل فى الأمور السياسية، وتصور قادته أنهم سيحققون بعض المكاسب السياسية، والمصالح، فانخرطوا مع «الإخوان» التى لم تعطهم شيئاً وورطتهم فى مواجهة جديدة مع الدولة. وفسر «الدواليبى» ما يجرى من قيادة الجماعة الحالية بقوله: إنها مجموعة كانت تتنصل من المبادرة، فلما وجدت ضغطاً شعبياً، بأنهم يمارسون العنف، قالوا نحن أطلقنا مبادرة، ثم عادوا وانقلبوا عليها، والحقيقة أن مبادرة وقف العنف من أطلقها هو الشيخ كرم زهدى، ومجموعة معه معروفة. كما قال: نحن ليس لنا رغبة فى اعتلاء مناصب، وآثرنا البقاء بعيداً عن المشهد، ففوجئنا بتغيير كامل فى اتجاهات الجماعة، وحرصاً منا ألا يحدث انشقاق، وأن نقف فى ناحية تتبع المبادرة، وهم فى ناحية أخرى مواجهة، وينحرف آخرون لحمل السلاح، ففضلنا الانسحاب عن المشهد بعيداً، لكن ما جرى لا يحتمله أحد. وتوقع «الدواليبى»، فى الفترة المقبلة أن يحدث تأييد كامل لمجموعة دمياط، لأن قيادة الجماعة فشلت فى تحقيق الهدف الذى ظهرت من أجله، لأنهم اختزلوا الإسلام فى محمد مرسى، ووقفوا بجوار «بديع»، ينفذون سياسات الإخوان، فأغرقوا أفرادهم والدولة والدنيا كلها، ثم هربوا وتركوا مصر، رغم أنه من الأفضل أن يواجهوا بشجاعة، فإما أن يعترفوا بخطئهم وتصوراتهم، وإما أن يتحملوا المواجهات.