قتل 23 شخصاً، من بينهم المستشار الثقافى للسفارة الإيرانية فى بيروت، وأصيب 147 آخرون، أمس، فى تفجيرين انتحاريين وقعا بالقرب من مقر السفارة الإيرانية فى العاصمة، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية وسط تنديد لبنانى وإيرانى واسعين. وقالت وكالة الإعلام الوطنية اللبنانية: إنّ «المعلومات الأولية تشير إلى أن انتحاريين نفّذا الهجومين فى وقت متزامن، أحدهما كان يقود سيارة بها قرابة 100 كيلوجرام من المتفجرات والثانى دراجة نارية. وأوضحت الوكالة أن سائق الدراجة النارية حاول اقتحام السفارة فتصدى له الحرس، قبل أن يعمد إلى تفجير نفسه مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من أفراد الحراسة. وذكرت «الوكالة» أنّ التفجيرات أدت إلى دمار كبير فى المنطقة المحيطة بالسفارة الإيرانية وحرق الكثير من المنازل والسيارات. وأعلن وزير الدفاع اللبنانى «فايز غصن»، فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أنه «لا معلومات رسمية نهائية حول التفجيرين حتى الآن، لكن الأجهزة المختصة تقوم بعملها، وبدأت التحقيقات بشكل سريع، وهذه الجريمة من مسلسل الإرهاب على لبنان، ولا يمكن أن نقف بوجهها مهما حاولنا، ولبنان أعداؤه إسرائيل والإرهاب». وفى حديث تليفزيونى آخر، وأشار «غصن» إلى أن «أقل من 5 دقائق فصلت بين التفجيرين». وقال: الأجهزة فى وزارة الدفاع تتحرك بسرعة وجدية وألقت القبض على بعض من تشير إليهم أصابع الاتهام، والبعض أوقفوا، وهناك جدية مطلقة فى هذا الموضوع، وفى متابعة الأمور، ونحن حذرنا وسمينا وحكينا أن على الجميع تحمل المسئوليات فى ما يحصل فى البلد. سامح الله من تجنى علىّ عندما كنت أعلن معلومات عن وجود «القاعدة» فى لبنان، ولم يفهموا أن الإرهاب قادم بشكل أو بآخر ويجب أن نكون واعين للمرحلة القادمة. وأكد السفير الإيرانى فى بيروت غضنفر ركن آبادى، أنّ «إبراهيم الأنصارى المحلق الثقافى للسفارة الإيرانية فارق الحياة بعد أن أصيب بجروح بالغة على أثرها نقل إلى المستشفى». وأضاف «آبادى»، فى حديث إلى قناة «المنار» اللبنانية: «أتقدم بأحر التعازى للشعب اللبنانى وكل الأحرار فى العالم بسبب العملية الإرهابية التى حصلت صباح أمس أمام السفارة الإيرانية التى كانت مستهدفة، وللأسف ذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، واستشهد المستشار الثقافى فى السفارة الشيخ إبراهيم الأنصارى». وأكد أن العملية الإرهابية كانت تستهدف السفارة الإيرانية، لافتاً إلى أن هناك عدداً من «الجرحى الإيرانيين نتابع وضعهم وإصاباتهم». وقال مصدر حكومى لبنانى إن المستشار إبراهيم الأنصارى كان بصدد دخول السفارة وقت وقوع التفجيرين، وتوفى فى مستشفى فى بيروت متأثراً بجروح أصيب بها. من جانبها اعتبرت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية «مرضية أفخم»، أن التفجيرين يخدمان المصالح الصهيونية وتم تنفيذهما بأدوات فى بيروت»، مشيرة إلى أن «أيادى مأجورة لإسرائيل نفذت العمل الإرهابى». وأدانت سوريا «بشدة» التفجيرين اللذين وقعا أمس، وذكر التليفزيون السورى الرسمى فى شريط إخبارى عاجل: «الحكومة السورية تدين بشدة العمل الإرهابى الذى وقع فى بيروت قُرب السفارة الإيرانية»، مشيرة إلى أن «رائحة البترودولار تفوح من كل الأعمال الإرهابية التى ضُربت فى سورياولبنان والعراق».