خصصت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية افتتاحيتها أمس للتعليق على مذبحة رفح، وأشارت إلى أن الحادث يؤكد من جديد أن واحدة من أكثر مناطق الشرق الأوسط حساسية أصبحت مرتعا للجهاديين الإسلاميين، الذين قتلوا 16 جنديا مصريا، بينما ساعدت المعلومات المخابراتية الدقيقة الجيش الإسرائيلي على نشر قواته بشكل جيد و"منع ما هو أسوأ"، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون. وأضافت إن "الهجوم رغم فظاعته لم يكن مفاجئا للجيش المصري أو الحكومة الجديدة في عهد الرئيس محمد مرسي، فسكان سيناء من البدو يشعرون بالغضب منذ سنوات، وقد خفت تماما سلطة الدولة في سيناء بعد الثورة، وتسلل المتشددون الإسلاميون إلى المنطقة الصحراوية القاحلة بين إسرائيل وقناة السويس، ومن بينهم من شاركوا في القتال في باكستان وأفغانستان، وأنشؤوا معسكرات تدريب، وأقاموا علاقات مع الجهاديين في قطاع غزة، حيث انطلقت قذائف الهاون لدعم الهجوم، حسبما ذكرت مصادر عسكرية مصرية". وخلصت الصحيفة إلى أن الهجوم يمثل، عن قصد ربما، اختبارا فوريا وعاجلا لقدرة إدارة الرئيس مرسي الجديدة على التعاون مع الجيش المصري والحكومة الإسرائيلية، في ظل توتر علاقته بكليهما، بينما تبدو علاقته بحركة حماس في غزة ودية للغاية، حيث وافق مؤخرا على تسهيل حرية الانتقال عبر الحدود معها. "لكن مرسي يتعرض الآن لضغوط كبيرة لدعم حملة ملاحقات ضد الجهاديين في سيناء من أجل إحكام الحدود مع غزة والتنسيق بدرجة أكبر مع إسرائيل، التي لم تلتفت القوات المصرية لمعلوماتها المخابراتية عن هجوم الأحد أو لم تتلقاها على ما يبدو". وتوقعت الصحيفة "ألا يكون تعاون مرسي سهلا، فقد أعلن قبل الهجوم أن التعاون الوثيق مع إسرائيل يتعارض مع مصالحه السياسية، مما يؤكد أن هذا الوضع يتطلب ردا قويا من شريك آخر للقاهرة، أي الولاياتالمتحدة، التي يتحدث مسؤولوها منذ فترة عن إيجاد سبل للتعاون مع الحكومة المصرية بشأن المشاكل الأمنية ذات الاهتمام المشترك، بدءا من سيناء، حيث يتمركز بالفعل 200 من الجنود الأمريكيين على طول الحدود بين سيناء وإسرائيل، ضمن قوات حفظ السلام". وانتهت الصحيفة إلى أن "الهجوم سيحفز هذه الجهود، وربما ينبغي إعادة توجيه المساعدات العسكرية الأمريكية، من شراء طائرات إف-16 وغيرها من منظومات الأسلحة، لدعم حملة صعبة وطويلة لاستعادة النظام في سيناء، ويمكن أن تستفيد القوات المصرية من التدريب على مكافحة الإرهاب وعمليات المراقبة واستخدام معدات الاستخبارات، حيث أثبت هذا الهجوم أن سيطرة المتطرفين الإسلاميين على سيناء ستؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة حدودية حيوية للحفاظ على السلام في الشرق الأوسط".