ساعات عدة قضوها في الدراسة يوميا، انكبوا فيها على المكتب الذي تتزاحم عليه الكتب والأوراق والأقلام، طوال عام، زهدوا فيها عن النوم والتنزه، من أجل الوصول للكلية المنشودة وتحقيق أحلامهم بالحياة المهنية، والذي يتمثل في العبور من مرحلة "عنق الزجاجة"، المسمى الشائع عن الثانوية العامة، الذي يخرج بها الطالب من ضيق "المدرسة" إلى فضاء "الجامعة" التي يحلم بها، إلا أنه في الكثير من الأحيان "تأتي الرياح بما لا يشتهي الطلاب". وبعد انتهاء تسجيل الطلاب بالمرحلة الأولى، أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، منذ قليل، خلال فعاليات المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بمقر الوزارة، انطلاق تنسيق المرحلة الثانية بحد أدنى 78.05% للشعبة العلمية، و69.51% للشعبة الأدبية، حيث اكتملت عدد من كليات القمة بطلاب المرحلة الأولى الأسبوع الماضي. ورغم ذلك، ما زال متاحا لطلاب المرحلة الثانية إمكانية الالتحاق بكليات مميزة، يحتاجها سوق العمل حاليا، على رأسهم كليتي الطب البيطري والتمريض، والحاسبات والمعلومات، والتخطيط العمراني، والفنون الجميلة "لمن اجتاز اختبارات القدرات". ولا تزال هناك أماكن شاغرة لطلاب المرحلة الجديدة في كليات العلوم، والفنون تطبيقية لمن اجتاز اختبار القدرات، والاقتصاد والعلوم السياسية، والإعلام، والألسن، والآثار، وكليات التربية بكافة شعبها، والتجارة، والآداب، والحقوق، والسياحة والفنادق. من ناحيته، أكد الدكتور سيد عبدالخالق، وزير التعليم العالي الأسبق، إن فكر "كليات القمة" لم يعد موجودًا الآن، وإنما يتعلق باختيار خريج القمة لكلية يمكن فيها أن يجتهد ويصبح من الأوائل والمتفوقين فيها، ومن ثم يخلق له العديد من فرص العمل. ونصح عبدالخالق، في تصريح ل"الوطن"، طلاب الثانوية العامة، بالالتحاق بمجالات تعليمية توفر العديد من فرص العمل خلال الوقت الحالي، وخصوصًا بعد الانتهاء من التفاخر ببكالوريوس الطب والهندسة الذين تشبع بهم سوق العمل، ومن بين تلك التخصصات رفيعة المستوى، يمكن اختيار الكليات التكنولوجية والمعاهد العليا وكل ما يتصل بالإدارة وعلوم الفضاء، فضلًا عن كليات الثروة السمكية، وأخرى المتعلقة بالفن كالفنون الجميلة. ومن بين المجالات التي يحتاج لها سوق العمل حاليا أيضا، الكليات ذات الجانب العملي والتكنولوجي، أو ذات العلاقة بالتصنيع والتسويق والإدارة، ومن بينهم كليات الحاسبات والمعلومات، وفروع كليات التجارة المختلفة كإدارة الأعمال والخارجية والتسويق، فضلا عن أقسام اللغات بكليات الآداب والألسن، بجانب كلية الزراعة والثروة السمكية، ومعاهد التمريض والأشعة والعلاج الطبيعي، وكلية التربية النوعية، بالإضافة إلى أقسام كليات العلوم المميزة للغاية على رأسهم قسم الفلك والفضاء والأرصاد الجوية، والفيزياء، والكيمياء، في ظل الاكتشافات العلمية بالفضاء والتجارب المكثفة فيه.
