تستعد إمارة الشارقة، بإشراف هيئة الشارقة للكتاب، وبالتعاون مع 15 هيئة ومؤسسة ثقافية إماراتية، لأكبر مشاركة عربية في تظاهرة ثقافية في أمريكا اللاتينية في وفد يضم 20 كاتبًا وناشرًا إماراتيًا يقدمون سلسلة من الجلسات والندوات المعرفية بالمعرض، إلى جانب 40 كتابًا إماراتيًا مترجمًا إلى البرتغالية، اللغة الرسمية في البرازيل. والكشف عن برنامج الاحتفالية الكبرى في قلب قارة أمريكا الجنوبية، خلال مؤتمر صحفي عقد مساء أمس الأول في مدينة ساو باولو، بحضور أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وإبراهيم سالم العلوي، قنصل عام دولة الإمارات في ساو باولو، ولويس أنطونيو توريللي، رئيس غرفة الكتاب البرازيلية، وجمع من المثقفين والإعلاميين البرازيليين. واستعرض أحمد العامري، الرؤية التي تنطلق منها الشارقة في تفعيل القوة الناعمة الإماراتية عبر الحراك المعرفي والإبداعي والفكري، وتعزيز فرص حضوره وحواره مع مختلف ثقافات العالم، مستعرضاً أهم المبادرات والمشاريع التي تقودها الإمارة في مشروعها الحضاري الذي يسعى دائماً إلى مد جسور التواصل والحوار مع الآخر. وشهد المؤتمر عرض فيلم مصوّر تناول المكانة المتميزة لإمارة الشارقة في مجالات الصناعة والتجارة والثقافة، وأهم القدرات التنافسية التي تحظى بها، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز مبادراتها ذات البعد الثقافي المرتبط بنشر القراءة وصناعة النشر، ودورها في تحقيق التواصل والتقارب بين مختلف الثقافات والشعوب والجنسيات. وأوضح العامري أن جناح الشارقة سيكون منصة لتقديم صورة الإمارة الثقافية، ورسالتها الحضارية للشعب البرازيلي ولزوار المعرض من أمريكا الجنوبية وبقية قارات العالم، مشيرًا إلى أن الجناح يشهد النماذج الإبداعية الروائية، والمسرحية، والشعرية، وعروضًا لفنون الأزياء، والموروث الشعبي، إضافة إلى المأكولات والحرف التقليدية التي تعكس الهوية الإماراتية. وقال العامري: "تمضي الإمارة برؤى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكون نافذة العالم ليس على الثقافة الإماراتية وحسب، وإنما على مجمل الثقافة العربية والإسلامية، حيث ظل حاكم الشارقة يؤكد أن المعرفة والكتاب والعلم هي المرتكزات الأساسية والأكثر صلابة لتأسيس حالة حوار مع حضارات العالم وثقافاته". وأضاف العامري: "يعد اختيار الشارقة أول ضيف شرف لمعرض ساو باولو للكتاب 2018، تأكيداً على حضورها في المشهد الثقافي العالمي، وعمق علاقاتها مع الدول المؤثرة في هذا المجال، إذ يأتي هذا الاختيار بعد أن حلت الشارقة ضيفاً مميزاً على معرض باريس الدولي للكتاب في دورته ال38، وكذلك اختيارها ضيف شرف معرض نيودلهي للكتاب للعام 2019". ووجه العامري دعوة للكتّاب والناشرين والمثقفين البرازيليين لزيارة جناح الشارقة المشارك في المعرض، وفتح أفق التعاون والعمل المشترك مع الكتاب والناشرين الإماراتيين، سواء عبر الترجمة، أو التأليف، أو الطباعة، أو غيرها من المجالات الإبداعية، كاشفاً حجم الفرص التي تقدمها مدينة الشارقة للنشر على صعيد توسيع أفق حضور الكتاب البرازيلي في الشرق الأوسط وشرق آسيا، باعتبار المدينة أول منطقة حرة من نوعها للنشر في العالم، توفر مختلف تسهيلات صناعة الكتاب. من ناحيته أكد إبراهيم سالم العلوي، أهمية المشاركة في تعميق علاقات التعاون والصداقة بين دولة الإمارات وجمهورية البرازيل، والتي لا تستند على المجالات السياسية والاقتصادية فحسب، وإنما تشكل الثقافة أيضًا عنصرًا جوهريًا فيها، نظرًا لعراقة الأدب والتراث العربي الذي تمثله الشارقة في هذا الحدث الكبير، واتصاله المستمر مع نظيره في البرازيلوأمريكا الجنوبية. وأعرب القنصل العام عن ثقته بأن حضور الشارقة كضيف شرف في معرض ساو باولو الدولي للكتاب ستتيح للشعب البرازيلي الصديق اكتشاف عراقة وجمال ما تحفل به دولة الإمارات من تاريخ عريق واهتمام كبير بكل ما يرتقي بذوق الإنسان ويحترم فكره وعقله، وستفتح آفاقاً أوسع من الشراكة الفاعلة بين المؤلفين والناشرين في البلدين الصديقين. وأعرب لويس أنطونيو توريللي، رئيس غرفة الكتاب البرازيلية عن سعادته باختيار الشارقة ضيف شرف في دورة 2018 لمعرض ساو باولو الدولي للكتاب لما ستقدمه من فرص للناشرين البرازيليين للتعرف على ثقافة الشارقة وسحرها وعلى صناعة الكتب في العالم العربي. وستمثّل الشارقة في معرض ساو باولو الدولي للكتاب، وفود من العديد من المؤسسات الثقافية والمعرفية والأكاديمية.