تتجه أنظار العالم بأسره إلى روسيا، يوم الخميس المقبل، حيث تنطلق البطولة الأهم في لعبة كرة القدم، كأس العالم الذي ينظمه الاتحاد الدولي "فيفا" والذي يستحوذ على اهتمام الملايين حول العالم، وبخلاف محبي كرة القدم والمشجعين، فإن كأس العالم يعتبر مصدر رزق للكثيرين الذين يعطون أهمية خاصة لهذه البطولة، فالمقاهي ومتاجر الأعلام والأدوات والملابس الرياضية من الأنشطة التي يعتبر كأس العالم بطولة خاصة لهم من أجل تسويق منتجاتهم، ولكن اللافت للنظر هذا العام هو ركود حركة البيع في متاجر الأدوات والملابس الرياضية التي وفرت لزبائنها تيشرت المنتخب المصري قبل الأجنبي لتوقع الطلب عليه بطبيعة الحال لمشاركة مصر في كأس العالم بعد غياب دام 28 عاما. وبدوره، يقول إسماعيل صبري بائع في إحدى الأسواق الشعبية، ل"الوطن"، إن الطلب على تيشيرت المنتخب ضعيف جداً، برغم أن المارة دائما ما يسألون عن أسعاره، وحتى الأطفال دائماً ما يلحون على أهاليهم لشرائه، إلا أن رغبتهم دائماً ما تقابل بالرفض. رفض الأهالي يدعمه حجة عدم توافر السيولة المادية، مفضلين شراء ملابس جديدة للأطفال من أجل العيد، عن شرائهم للقميص الخاص بالمنتخب. واستكمل صبري بعد أن ظهرت ملامح الحزن على وجهه بسبب ضعف الإقبال على التيشيرت، أن الأسعار لم تزد منذ صعود المنتخب لكأس العالم في أكتوبر من العام الماضي، ولكن جاء الطلب على القمصان عكس المتوقع بزيادة الإقبال عليها مع اقتراب موعد انطلاق البطولة. ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة للشباب والكبار الذين يفضلون شراء القمصان والتيشرتات الكاجوال عن شراء تيشرت المنتخب، الذي لا يقع ضمن أولياتهم الأولى، وعن سبب عزوف المشجعين عن شراء التيشرت يقول صبري: "الناس مش معاها سيولة واللي معاه بيجيب لبس العيد بالعافية". ويرى صبري أن موعد كأس العالم وتعارضه مع موعد عيد الفطر، أثر كثيراً على حركة البيع، "كأس العالم لو كان في وقت تاني غير العيد كان اشتغل طلقة"، وعن معدل بيع التيشيرت في اليوم يواصل صبري غاضباً أنه يبيع عشرة تيشيرتات فقط يومياً، وهذا من غير المعقول من وجهة نظره لأن البطولة لم يتبقَ عليها إلا أيام". أما عن ذكرياته مع كأس العالم 1990، أوضح أن أسعار التيشيرتات وقتها تراوحت من 10 إلى 25 جنيها، وكان الطلب عليها عاليا جداً، ويرجع صبري ذلك لاختلاف عقلية المشجع المصري في كأس العالم 1990، عن المشجع الحالي واختلاف الأسعار بين الفترتين "الكرة كانت عند المشجع زمان هي أهم اهتماماته بعد الأكل والشرب". ولم يختلف الأمر كثيراً مع البائع حمادة أبو سريع، الذي أكد ما قاله صبري، بأن الطلب على قميص المنتخب ضعيف للغاية، ولكنه يرجع السبب ليس فقط لتعارض العيد مع كأس العالم ولكن خروج الناس من شهر رمضان بجيوب خاوية على حسب أبو سريع إلي جانب امتحانات الثانوية العامة. ويرى أبو سريع أن سعر التيشيرت مناسب جداً بالمقارنة مع الملابس الكاجوال، ولكن عدم توافر السيولة لشراء الكاجوال بجانب التيشيرت إضافة لوضع الزبائن التيشيرت كأهمية ثانية بعد الكاجوال هو ما تسبب في ركود حركة البيع على التيشيرت، وبالنسبة لأرقام القمصان التي يسأل عنها الزبائن، يقول أبو سريع إن المشجع يسأل عن "محمد صلاح" ولا أحد سواه "إحنا منتخب صلاح ومحدش بيسأل عن حد غيره". أما إبراهيم فاروق، أحد المشجعين الذي وقف يستفسر عن أسعار قمصان المنتخب يرى أن السعر ليس الأزمة ولكن الأزمة ضعف السيولة، حيث يفضل صرف النقود علي الالتزامات الاساسية أولاً، ثم يأتي التفكير في شراء التيشيرت لاحقاً، مضيفاً أنه وعدد من أصدقائه اتفقوا على الاكتفاء بالأعلام المصرية المتوفرة لديهم في حالة إذا لم يستطيعوا شراء القمصان قبل مباراة المنتخب الأولى.