سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كواليس أول اجتماع لمرسى بالحكومة الجديدة وزراء الإخوان تعمدوا عدم الوقوف إلى جوار مرسى فى الصورة التذكارية.. والشيخة رئيساً للديوان.. والحداد مستشاراً للشئون الخارجية
اطلعت «الوطن» على كواليس أول اجتماع للرئيس محمد مرسى بالحكومة الجديدة برئاسة الدكتور هشام قنديل الذى عقد مساء أمس الأول، بدأت التفاصيل منذ توافد الوزراء إلى قصر الرئاسة بمصر الجديدة وكان أول الحاضرين ممتاز السعيد وزير المالية ثم اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية فالعامرى فاروق وزير الرياضة ثم صلاح عبدالمقصود وزير الإعلام. ولوحظ جلوس كل وزير بمفرده مع الرئيس فى مكتبه قبل أن يصطحبه أمن الرئاسة إلى المكان المخصص لحلف اليمين. وأثناء دخول المستشار أحمد مكى وزير العدل، استوقفه أحد أفراد طاقم الحراسة برئاسة الجمهورية وقام بتعريفه بنفسه، مشيرا إلى أنه نجل أحد المستشارين الكبار ودار حوار باسم بينه وبين مكى. وبمجرد وصول صلاح عبدالمقصود وكيل نقابة الصحفيين السابق، لأداء اليمين وزيرا للإعلام، حرص على مصافحة الصحفيين فردا فردا الموجودين بقاعة المؤتمرات وداعبه أحد الصحفيين بقوله «ياترى مين هيهتم بمشروع علاج الصحفيين ياسيادة الوزير»، فى إشارة إلى أنه صاحب مشروع علاج الصحفيين وأسرهم فى النقابة التى كان عضوا بمجلسها لدورات متتالية، فرد قائلا «البركة فى ممدوح الولى (نقيب الصحفيين)». وبعد وصول جميع الوزراء، وصل المهندس عصام الحداد القيادى بجماعة الإخوان المسلمين وظن الجميع أنه تم تعيينه رئيسا لديوان رئيس الجمهورية لكن مصدرا رئاسيا أكد أنه تم تعيينه مستشارا للرئيس للعلاقات الخارجية بينما تم تعيين المهندس أسعد الشيخة -أحد المتهمين الهاربين فى القضية العسكرية الأخيرة للإخوان وحصل على رد اعتبار من المحكمة العسكرية مؤخرا-رئيسا لديوان رئيس الجمهورية. وأكد المصدر أن تشكيل الفريق المعاون للرئيس تم تأجيله لعدم حسم مسألة نواب الرئيس، لافتا إلى أنه من المتوقع إعلان المستشارين والمساعدين خلال ساعات بينما يعلن النواب الأسبوع المقبل. وبعد انتهاء حلف اليمين غادر عصام الحداد قصر الاتحادية بينما تظاهر عدد من أئمة الأوقاف أمام القصر ضد تعيين الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر وزيرا للأوقاف فخرج مندوب من الرئاسة ليؤكد لهم أنه تم اختيار الدكتور طلعت عفيفى بدلا منه. وتم التقاط صورة تذكارية للرئيس والحكومة الجديدة، ولوحظ عدم وقوف الوزراء الإخوان بجوار الرئيس ووقوفهم فى الصف الثانى وهم: وزير الشباب الدكتور أسامة ياسين ووزير الإعلام صلاح عبدالمقصود ووزير القوى العاملة خالد الأزهرى ووزير الإسكان طارق وفيق، ووزير الاتصالات هانى محمود ووزير التعليم العالى الدكتور مصطفى السيد مسعد. ثم عقد مرسى اجتماعا بالحكومة الجديدة، وبدأ الرئيس الاجتماع بتهنئة الوزراء على تشكيل الحكومة باعتبارها إنجازا تاريخيا يعبر عن الثورة وآمال وطموحات الشعب فى الحرية والتنمية، كما وجه الشكر خلال الاجتماع لحكومة الدكتور كمال الجنزورى لما قدمته من جهود خلال الفترة الصعبة الماضية. وألقى الرئيس خطاب التكليف، الذى حصلت «الوطن» على صورة منه، ونص على: «السيد الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، تحية طيبة وبعد، خطاب تكليف بمهام الحكومة وأولوياتها، هذه لحظة تاريخية بحق، لحظة تكلف فيها أول حكومة تتشكل بعد الانتخابات الرئاسية الحرة الأولى بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وبعد التضحيات العظيمة للشعب المصرى بدماء شهدائه ومصابيه، حكومة تعبر فى تشكيلها وأدائها عن إرادة الشعب المصرى وأولوياته واختياراته لتلبية طموحاته وآماله. وإننى واثق ثقة كاملة فى قدرات هذه الحكومة وحرصها على التفانى فى خدمة الشعب المصرى وبذل أقصى الجهد فى تحقيق أهداف الثورة ولذلك فإننى أوجه الحكومة إلى التركيز على مجموعتين من الأولويات المتلازمة. أولا: التصدى للمشكلات الآنية الضاغطة على حياة المصريين اليومية وتلبية وتحقيق الاحتياجات اليومية لكل مواطن وأبرزها الأمن والاستقرار فى الشارع المصرى وشعور المواطن بذلك وضبط قواعد المرور فى الشارع المصرى وتوفير رغيف الخبز بجودة عالية وتوفير كل أنواع الوقود التى يحتاجها المواطن وإبراز الوجه الحضارى للشارع المصرى فى النظافة والانضباط ودعم البنية الأساسية لمرافق البيت المصرى من المياه والكهرباء والصرف الصحى. ثانيا: إرساء المقومات اللازمة لنهضة شاملة وفقا لرؤية عميقة ومن خلال برامج متكاملة، رؤية تستشرف أن التغيير المستهدف هو إحداث تحولات كاملة ونقلات نوعية وكمية فى كل المجالات بشكل متكامل ومتزامن، وتحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وإدارية وطفرات فى الرعاية والتنمية البشرية بجوانبها وفى البنية التحتية بمكوناتها وتعميق علاقات مصر بمحيطها الإقليمى ومحيطها العالمى على أسس من الاحترام والمصالح المتبادلة، رؤية تستند إلى نموذج حضارى إنسانى يليق بقيمها وأخلاقياتها وتسامحها وتساميها وقدرتها على بناء مصر الجديدة». وبعد انتهاء كلمته، أكد مرسى على ضرورة توسيع مساحة مشاركة المواطن فى إدارة شئون بلده والحصول على الفرص المتكافئة لتحسين حياته، وإطلاق حوار مجتمعى واسع حول مشروع النهضة. وأضاف أنه يتعين وضع السياسات والبرامج لحل مشكلات التنمية بشكل متكامل بين الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، ثم الابتكار والتطوير ووضع حلول غير تقليدية لمشكلات المجتمع، كما شدد على ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد الإدارى بكل صوره. وعلى صعيد العلاقات الخارجية، طالب الرئيس بالاهتمام بتدعيم العلاقات مع القارة الأفريقية باعتبارها العمق الاستراتيجى لمصر وتفعيل السوق العربية المشتركة وإقامة علاقات تعاون وشراكة مع دول العالم الخارجى. ثم فتح الباب لمداخلات وتعقيبات الوزراء الجدد وكان على رأس المعقبين المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى أشاد بالرئيس مرسى وطريقته فى إدارة البلاد منذ توليه المسئولية، كما وجه الشكر للرئيس على ثقته فى القوات المسلحة ومواقفه التى تثبت من آن لآخر احترامه للمؤسسة العسكرية وتقديره للدور الذى تقوم به تجاه الوطن. من جانبه قال اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية الجديد: «أدرك تماماً حجم المسئولية والظروف الصعبة التى تمر بها البلاد حالياً ولدينا إصرار على العمل كفريق واحد لتحقيق طموحات المواطن المصرى». وأكد جمال الدين أنه سيواجه وبكل حسم وبالقانون محاولة قطع الطرق والسكك الحديدية. بينما دعا المستشار أحمد مكى وزير العدل الجديد، القضاة إلى عدم التدخل فى الأمور السياسية، قائلا «القضاة لا ينبغى أن يكون لهم رأى فيمن يتولى حقيبة العدل أو السلطة التنفيذية». وقال مكى إنه يرى أنه لا يجوز لوزير العدل أن يتدخل فى عمل القضاة، وتابع «كل مهمتى أن أقطع كل محاولات التأثير التى قد تصدر من السلطة التنفيذية فى عمل القضاة». وأضاف المهندس أبوزيد محمد أبوزيد وزير التموين والتجارة الداخلية الجديد أنه سيعمل على تحقيق العدالة الاجتماعية فى توصيل السلع التموينية المدعمة للمواطنين وأن خبرته فى مجال شئون التموين ستعمل على حل مشاكل الخبز والقضاء على تهريب الدقيق المدعم، ولفت إلى أنه سيقوم بفتح ملف الخبز المدعم وذلك للقضاء على المشاكل التى تواجه عملية إنتاج الخبز المدعم. وأضاف الوزير أن خبرته فى مجال السلع التموينية، خاصة أنه شغل العديد من المناصب المتعلقة بالشئون التموينية، ستسهم بشكل كبير فى العمل على القضاء على تهريب السلع المدعمة إلى السوق السوداء، وكذلك توفير الخبز الجيد للمواطنين دون معاناتهم. وأشار العامرى فاروق، وزير الرياضة الجديد، إلى أنه يسعى لتطوير الأداء فى الوزارة الجديدة، وأنه سيعمل منذ اليوم الأول على التنسيق مع الجهات المعنية لاستئناف النشاط الرياضى، وبصفة خاصة الدورى العام لكرة القدم. وكشف العامرى عن أنه سيدرس إعداد قانون جديد للرياضة يسهم فى رفع مستوى الرياضة فى مصر وعودة البطولات لها، إضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية لممارسة الرياضة بجميع المدارس بجميع المحافظات.