افتتح المستشار ماهر بيبرس محافظ بني سويف، يرافقه الروائي الكبير محمد أبو الخير ومحمد منير وكيل وزارة الثقافة ببني سويف، الأربعاء، أعمال السرادق الثقافي الذي أقامه قصر الثقافة بنادي بني سويف الرياضي، ويستمر ثمانية أيام، تقدم من خلاله فقرات فنية لفرقة بني سويف للموسيقى العربية وفرقة الفيوم للفنون الشعبية، علاوة على عدد من العروض الثقافية والفنية احتفالا بشهر رمضان المبارك، بحضور منيرة صبري رئيس إقليمالقاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وسهير نصحي مدير عام إقليمالقاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي، وجابر سليم رئيس نادي بني سويف الرياضي، وأحمد سرور وكيل وزارة الشباب والرياضة بالمحافظة، وعدد كبير من المثقفين والفنانين والشخصيات العامة والأدباء، وجمهور كبير من أبناء المحافظة. تحدث أمام الاحتفال الكاتب الكبير محمد أبو الخير، فأشار إلى تجاهل النظام السابق لأعماله الفنية، وقال إن مسلسل "القضاء في الإسلام" وعلى الرغم من نجاحه إلا أنه حورب من النظام السابق، ولم تتم إعادة عرضه إلا في محطات التليفزيون العربية دون تليفزيون الدولة في مصر، الذي أغلق أبوابه على شرائط المسلسل بعد عرضه للمرة الأولى، بل كان مسؤولو التليفزيون يعرضونه في ما يطلق عليه بالتليفزيون "الوقت الميت" في الثالثة فجرًا، ويقومون بإعادة عرضه في الثالثة عصرًا، بما لا يتيح لأي راغب في المتابعة مشاهدته. ووصف أبو الخير الثقافة العامة في مصر بأنها مريضة ،حيث اندثرت عادة القراءة وانتشرت ثقافة السماع، التي لا تؤسس لفكر أصيل ولا لأعمال ثقافية ناجحة، مؤكدًا أنه يضع أملا كبيرًا على الشباب، الذين سوف يتابعون أعماله الفنية وكتاباته بعد أن ولت عقود الخوف والرهبة. وأعلن أنه بصدد الانتهاء من كتابة مذكراته التي بدأها منذ أن كتب أول مسلسل للإذاعة المصرية عام 1952، وأنه سيخصص الباب الأخير فيها عن المستشار ماهر بيبرس المحافظ والإنسان. وقال إنه مشفق على الصحافة الإقليمية وحزين من أجلها، لأنها في حاجة لدعم مالي كبير، وأنه يتمنى أن يأخذ المسؤولون المحليون بيد الصحافة الإقليميةببني سويف، وأن يهتموا بشؤون العاملين فيها من الشباب، كما وعد الأديب الكبير بتبني أصحاب الأعمال الثلاثة الفائزة بالجائزة التي تحمل اسمه. تحدث ماهر بيبرس محافظ بني سويف في الاحتفال، ملمحًا إلى الأهمية التي تعقدها المحافظة على اللقاءات الثقافية والسرادق الرمضاني، الذي يتيح الفرصة أمام الشباب للاطلاع على التراث الفني والثقافي الرمضاني، وشكر جهود الكاتب الكبير في دعم شباب الأدباء والوقوف إلى جوارهم، وسلم المحافظ جوائز مسابقة الكاتب الروائي محمد أبو الخير في مجال الرواية للأعمال الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، والتي تمولها المحافظة تقديرًا لأعمال الكاتب الكبير ابن قرية الشناوية التابعة لمركز ناصر، والذي حقق نجاحًا كبيرًا في مجال الدراما التليفزيونية التي جسدت معظم أعماله، ومن أشهرها "القضاء في الإسلام" و"المرأة في الإسلام". كانت محافظة بني سويف قد قامت بالتنسيق مع قصر الثقافة للإعلان عن المسابقة من خلال لافتات وبوسترات في مختلف مدن وقرى المحافظة، وتقدم عدد من المواهب بأعمالهم الروائية، وتم اختيار الأعمال الفائزة من خلال لجنة تحكيم من أساتذة متخصصين بكلية الآداب بجامعة بني سويف. وأعلنت اللجنة عن فوز رواية "بيوت بيضاء" من تأليف الأديبة هدى توفيق بالمركز الأول، بينما جاءت رواية الأديب عطيه معبد في المركز الثاني، ورواية الكاتب هاشم أمين في المركز الثالث. وسلم المحافظ الفائزين شهادات تقدير وجوائز مالية بقيمة 6 آلاف جنيه، بحضور الكاتب الروائي محمد أبو الخير وعدد من المهتمين بقضايا الأدب والثقافة بالمحافظة. الجدير بالذكر أن الأديب محمد أبو الخير من مواليد عام 1926، وحفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وتخرج في مدرسة المعلمين ببني سويف، ونشر أول قصة له عام 1952 في جريدة البلاغ بعنوان "تجارة القطن"، وأذيع له أول برنامج بإذاعة "صوت العرب" بعنوان "خير الدين التونسي"، ثم تبعه بتقديم عدد من البرامج الإذاعية، وقدم للإذاعة عددًا من المسلسلات أهمها "ابن القاسم" و"أميرة السند" و"ملكة على عرش الأمواج"، وحصل على جائزة المجلس الأعلى للآداب والفنون وجائزة وزارة التربية والتعليم. ويأتي المسلسل التليفزيوني الشهير "القضاء في الإسلام" على قمة إبداعاته الأدبية، وهو أطول مسلسل في تاريخ الدراما العربية، وأتى في تسعة أجزاء تعدت المائتي حلقة. ضم الحفل عددًا من الأغنيات الدينية التي ارتبطت بشهر رمضان، قدمتها فرقة بني سويف للموسيقى العربية بقيادة الفنان حمدي العدوي، كما قدم المبتهل محمد حيدر عددًا من الابتهالات والأناشيد الدينية، وقدمت فرقة الفيوم البدوية عددًا من الفقرات الغنائية.