وقف أمام العالم يشرح مجمل التطورات فى مصر، يطلعه على آخر المستجدات السياسية بعيداً عن وجهة نظر إعلام كل دولة، الذى ينقل الصورة حسبما يرى، فأعاد مصر إلى دورها المؤثر بين طيات الأممالمتحدة كما كانت فى الماضى. وزير الخارجية نبيل فهمى، الذى منحه الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور الفرصة لتمثيل مصر أمام الأممالمتحدة فى دورتها ال68، كان جديرا بالثقة، والتقى نظراءه الأجانب خلال زيارته إلى نيويورك. إنجازات عديدة ونتائج مرضية حققها الدبلوماسى المحترف خلال رحلته إلى نيويورك؛ حيث أجرى أكثر من 20 لقاء ما بين وزير ومسئول، لدعم العلاقات بين مصر والبلدان الأجنبية والعربية، إضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية التى تحتاج مصر لها كل الاحتياج فى الوقت الراهن، فتمكن من توصيل رسالة مصر للعالم بنجاح حين ألقى الكلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأطلع العالم على ما تتعرض له البلاد من أعمال إرهاب، مع تأكيد إعلانه عن انتهاء المرحلة الانتقالية بحلول الربيع المقبل، مشدداً على حرص المصريين على بناء ديمقراطية حقيقية عصرية. لقاءات «فهمى» لم تتوقف عند عرض التطورات فى مصر وتصحيح صورتها بالخارج، إنما تطرقت لما يعود على مصر بالنفع من الاتفاقات التى أجراها «فهمى» مع نظرائه، لا سيما نظيره الإثيوبى، الذى بحث معه أزمة نهر النيل وكيفية حلها بالطرق التى تعود بالنفع على البلدين. والدليل الأبرز على عودة مصر لدورها كان طرح وزير الخارجية، الحاصل على بكالوريوس الهندسة من الجامعة الأمريكية سفير مصر السابق فى الولاياتالمتحدةالأمريكية عميد كلية العلاقات الدولية فى الجامعة الأمريكية، لمبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وجاء هذا الطرح من مصر، لحل الأزمة السورية، فضلا عن تطرقها إلى إسرائيل بشكل غير مباشر. كما حقق «فهمى»، الذى يعد من مواليد نيويورك عام 1951، إنجازات فى تعزيز العلاقات مع الدول العربية أيضا والأفريقية على هامش زيارته لنيويورك، واستطاع من خلالها إعادة مصر لدورها الريادى فى المنطقة. وينتمى «فهمى» إلى مدرسة الدبلوماسية العريقة التى كان من أبرز علاماتها: محمد صلاح الدين ومحمود فوزى ومحمود رياض وإسماعيل فهمى وعمرو موسى، لكنه رفض التعبير عنها كما هى، بل مال إلى تطبيق الدبلوماسية الشعبية التى تعقب الثورات وتعبر عن الشارع المصرى وترد الكرامة والريادة للدولة بعد فترة من الانكسار، ليعود «فهمى» مرة أخرى إلى مصر محققا أهدافه، مصححا صورتها أمام العالم، وإعادة دورها المؤثر والريادى بين أعضاء الأممالمتحدة.