بعد أيام قليلة نسعد بقدوم شهر رمضان المبارك. وفى الحديث الشريف الذى قاله رسولنا فى آخر ليلة من شعبان: «لقد أظلكم شهر كريم مبارك، فيه ليلة كألف شهر»، وتحدث الحديث عن ميزات هذا الشهر كمضاعفة الحسنات وثواب الصائم الذى لا يقدره إلا الله، سبحانه وتعالى، وغيره كثير من ميزات هذا الشهر. والصيام هو الفريضة الوحيدة التى أساسها الحرمان؛ فالصائم يحرم نفسه من الحلال تقربا لله، سبحانه وتعالى، فهل نفعل نحن فى هذا الشهر ما يطلب منا؟ هل نحرم أنفسنا ونصبر على الحرمان؟ إننا نجوع ونعطش حتى المغرب فإذا انطلق الأذان انطلقنا إلى موائد عامرة بكل ما تلذ الأنفس فنأكل ونشرب حتى لا يكون هناك مكان فى بطوننا، ثم بعد الصلاة نجلس إلى موائد المسلسلات التى لا تترك لنا مجالا للتفكير فى أى شىء غير التنقل بين القنوات للبحث عن هذا المسلسل أو ذاك، حتى إذا جاء موعد السحور أخذنا نضيف كميات أخرى من الطعام إلى بطوننا، ثم فى الصباح لا تجد اثنين يتحدثان إلا عن الطعام. ألهذا جعل شهر رمضان؟ أهو شهر حرمان، أم شهر إسراف فى الطعام؟ إن من ينظر إلى ما تعده الدولة لهذا الشهر يتخيل أن عبادة هذا الشهر هى الأكل وليست الحرمان من الأكل، هذا طوال العام فما بالك بشهرٍ الحرمان من الأكل فيه هو أصل عبادته؟! يا رب امنحنا فى هذا الشهر عبادة تقربنا إليك بالطريقة الصحيحة التى ترضيك عنا.