سيفان ومصحف و«أعدوا» على خلفية خضراء.. شعار اختاره الإخوان لتنظيمهم طوال تاريخه الذى يمتد إلى 80 عاما، لم يبد أنه عاد صالحا فى الوقت الحالى، حيث أرادت الجماعة اختيار لون يرفعه أعضاؤها، والمتعاطفون معها، لا ينتمى إلى الماضى ويتناسب مع العهد الجديد، فلم تجد سوى «الأصفر الفاقع» ليكون لونها الرئيسى فى مفارقة عجيبة، حيث انتقل اللون الأخضر إلى لافتات وبوسترات الشعب الذى يؤيد السيسى ضد الإخوان. «الأصفر يرمز إلى الغل، والبغضاء والكراهية والمرض، فحين يمرض الإنسان يتحول إلى اللون الأصفر، هو لون يدل على البوار والرمال والصحراء، لون غير محبوب على الإطلاق وغير موفق لجماعة تود أن تحصد مؤيدين»، قالها د.إسماعيل يوسف، أستاذ الطب النفسى بجامعة قناة السويس، راصدا حالة من الاستعلاء والتكبر الشديد فى أسلوب تعامل تنظيم الإخوان مع الأحداث الجارية، «علامة النصر التى أرادوا تغييرها من إصبعين يشيران لأعلى إلى أربعة أصابع ما هو إلا امتداد لحديثهم عن أستاذية العالم، فى تفكير طفولى قاصر إلى حد بعيد، وكأن علامة النصر ذات المدلول العالمى سوف تتغير لأنهم قرروا ذلك». فى المقابل يشير د.إسماعيل إلى دلالة اللون الأخضر فى التحليل النفسى «تاريخيا هو لون الزرع والحياة، والخضرة فى أى مكان هى نقيض الاصفرار، لون يشير إلى ثمار وأكل وشرب ومياه، ولعل هذا هو الفارق بين الفريقين، يتضح من الألوان التى اختاروها لأنفسهم». يفرق د.إسماعيل بين طريقتى تفكير يرصدهما الطبيب النفسى عند مريضه «للأسف تنظيم الإخوان يعانى من ظاهرة التفكير العينى الذى يجعلهم يعتقدون أنهم عباقرة، ولديهم الأفضل، بدليل تفاخرهم بالطائرة التى أطلقوها فوق رابعة للتصوير، والآبار التى حفروها، رغم أن التاريخ الحديث يشهد أن كافة أشكال الإبداع لم تشهد مبدعا واحدا إخوانيا، أو له علاقة بالإخوان، فالإبداع شرطه الحرية، التى يؤمن بها الإخوان فى حدود ما يحدده مرشدهم».