نظم المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية اليوم الإثنين، حفله السنوي لتكريم الطلبة الخريجين والمتفوقين بجامعة الأزهر لعام 2017. وأكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة في كلمته خلال الاحتفال الذي يقام تحت رعاية شيخ الأزهر أحمد الطيب والقائم باعمال سفارة دولة الكويت لدى مصر المستشار عبدالعزيز البشر، أن العدد "المتميز" من الطلبة الوافدين الدارسين بجامعة الازهر يعتبر نقطة ضوء وأمل في وقت تداعت فيه الأحداث على العالم الإسلامي. وأوضح أن ثمة فرقا واضحا بين مواجهة التطرف ومواجهة التدين لأن العلاقة بينهما علاقة "تناقض" مشددا على أنه لا حل لمشكلة التطرف والإرهاب إلا بفهم صحيح للدين خاصة وأن الأديان نزلت هداية ورحمة للعالمين. ودعا جمعة الطلبة الخريجين إلى مواجهة "صناع الموت بمزيد من صناعة الحياة ومزيد من البناء والتعمير". وأشاد في هذا الشأن بالتعاون القائم بين وزارة الاوقاف المصرية والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية في عدد من المجالات، مشيرا إلى أن الجانبين سينظمان عددا من المعسكرات التثقيفية الترفيهية لطلبة الازهر الوافدين في عدد من المدن المصرية. من جانبه أكد المستشار البشر حرص دولة الكويت على ان تكون رسالتها رسالة سلام ومحبة واخاء "فآزرت أشقاءها في جميع دول العالم". وأشار في هذا الصدد إلى دور المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة ممثلا لبيت الزكاة الكويتي في دعم مشروع طالب العلم قرابة 30 عاما متواصلة وتقديم يد العون المادي والمعنوي للطلبة الوافدين الدارسين بالازهر الشريف. وقال مخاطبا الخريجين: "لقد تزينتم باعلى الشهادات العلمية وبالعلم الوسطي الذي يبرز دور الاسلام الحقيقي في تربية الاجيال باخلاق عالية ورشيدة تدعو الى التسامح والاعتدال تخدمون بها شعوبكم وبلدانكم في الغد الغريب" مضيفا انه "هكذا كان دور الازهر الشريف على مر الزمان". ودعا الله تعالى جلت قدرته ان يحفظ الازهر الشريف وعلماءه الاجلاء الى ما فيه خير الاسلام والمسلمين وان يوفق بيت الزكاة الكويت متمثلا في المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية الى العمل الدؤوب والعطاء المتواصل في مختلف المجالات الخيرية ومناحي الحياة الاجتماعية والعلمية وذلك تأكيدا ودعما لسبل التعاون الانساني والاجتماعي وتعزيزا لأواصر الصداقة والمودة بين الشعبين. وأعرب وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان في كلمة ألقاها نيابة عن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن شكره لدولة الكويت وسفارتها بالقاهرة وبيت الزكاة الكويتي والمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة للجهود الدؤوبة في دعم أبناء المسلمين. وأشار إلى ما يمر به العالم الإسلامي وما ينسب إليه جراء بعض الممارسات الخاطئة لبعض المنتسبين اليه داعيا الطلبة الخريجين الوافدين الى تصحيح المفاهيم المغلوطة التي دستها جماعات التطرف والارهاب. واوضح انه يدرس في جامعة الازهر نحو 40 الف طالب وطالبة من جميع دول العالم قائلا "لم تأتنا شكوى واحدة من أي دولة لاحظت ظهور فكر متشدد على طلابها". وأكد أن هذا يدل على وسطية واعتدال مناهج الازهر الشريف لافتا الى أن الازهر اول مؤسسة في العالم نادت بتغير مصطلح الأقليات الى مصطلح المواطنة.وبدوره أكد رئيس جامعة الازهر الدكتور محمد المحرصاوي اهتمام الجامعة بالطلبة الوافدين الدارسين بالجامعة لسببين رئيسيين اولهما اعلاء "راية الاسلام التي تجمعنا" وثانيهما ان الطلبة خير سفراء لنشر الإسلام الوسطي. وأعرب المحرصاوي عن جزيل الشكر ووافر الاحترام للمكتب الكويتي للمشروعات الخيرية لدعمه المستمر لطلبة الأزهر الشريف لاسيما الطلبة الوافدين. وتم خلال الاحتفال منح الطلبة المتفوقين مكافآت مالية وشهادات تقدير وأجهزة حاسب الي شخصية فضلا عن مساهمات مالية في شراء تذاكر سفر العودة الى بلادهم. وحضر الاحتفال كل من مدير المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة إسماعيل الكندري وسكرتير أول بسفارة دولة الكويت لدى مصر يوسف المنصور ومستشار شيخ الأزهر الشريف محمد عبد السلام وعدد من السفراء والممثلين الدبلوماسيين لدول الطلبة الخريجين ولفيف من اساتذة الأزهر وطلابها.