بالتزامن مع فض اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة».. شهدت محافظة السويس حالة ممنهجة من الفوضى والتخريب، وغطى الدخان الكثيف سماء المحافظة جرّاء النيران التى أضرمها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسى فى 4 مدرعات تابعة للجيش وسيارات خاصة وكنيسة ومدرسة ومحلات تجارية، كما هاجموا قوات الجيش المرابطة أمام مبنى المحافظة، وأطلقوا النيران عليهم فى محاولة لاحتلال المحافظة، كما أشعلوا النار فى حديقة الخالدين المواجهة لمبنى المحافظة، فيما أخلت أجهزة الأمن مبنى الديوان العام، ومجمع المحاكم ومديرية التربية والتعليم من الموظفين لدواع أمنية. وفرضت قوات الجيش سياجاً أمنياً على المؤسسات الحيوية، وتركت ميدان الشهداء، حيث تكفّل بتأمينه الأهالى الذين شكلوا لجاناً شعبية لحماية مدرعات الجيش، فى حين طالب بعض الأحزاب والحركات الثورية بالمحافظة، الحكومة بفرض حظر التجوال لمدة أسبوع بالمحافظة، حتى تتم السيطرة على الأوضاع المنفلتة. بدأت الأحداث تشتعل بالسويس عقب قيام بعض أعضاء الإخوان باستخدام مكبرات الصوت فى عدد من المساجد لحشد أنصارهم، للاحتجاج على فض اعتصامى رابعة والنهضة، وطالبوهم بالتجمع بساحة مسجد حمزة لإشعال الفوضى والتخريب بمؤسسات السويس، للرد على فض الاعتصامين. وفى هذا التوقيت كانت قوات الجيش قد كثفت من وجودها على الأكمنة الموجودة بطريق السويس المؤدى للقاهرة، لمنع أنصار المعزول من السفر للقاهرة، ونشر الفوضى والتخريب هناك، وتفقد قائد الجيش الثالث تلك الأكمنة وكمائن المجرى الملاحى للقناة ونفق الشهيد أحمد حمدى، مطالباً القوات باليقظة وضبط النفس لأقصى درجة. وعقب تجمع المئات من مناصرى المعزول فى ساحة مسجد حمزة بدأوا التصعيد لنشر الفوضى والتخريب بقطع طريق ناصر، وإضرام النيران وسط الطريق، ما أصاب حركة المرور بالشلل التام، وتلا ذلك اشتباكات عنيفة بين المواطنين. وأفاد شهود عيان ل«الوطن» بأنه عقب مرور ساعة على قطع الطريق وازدياد أعداد مناصرى المعزول إلى 3 آلاف شخص، انطلقوا فى مسيرة حاشدة من أمام مسجد حمزة بمدينة الصباح تجاه شارع الغورى قاصدة ميدان الشهداء بحى الأربعين للاعتصام فيه. وتابع شهود العيان أن المسيرة سلكت شارع الغورى لإغلاق قوات الجيش للشوارع الرئيسية المؤدية لميدان الشهداء، وأن المحتجين كان بحوزتهم جراكن بنزين وعصى وأسلحة نارية، وأشعلوا النيران فى مدرعة للجيش كانت موجودة بمنطقة أول السور بالمثلث، وبمجرد أن وصلت المسيرة لميدان الشهداء سيطر أنصار المعزول على الميدان وسيطروا على مدرعتين للجيش فى شارع أحمد عرابى، واحتجزوا مجموعة من الجنود داخل المدرعتين لمدة ساعة، ثم أشعلوا النيران فى إحدى المدرعتين بعد تحرير الجنود من داخلها وحاولوا إشعال النيران فى عدد آخر من المدرعات بميدان الشهداء لولا تدخل الأهالى الذين شكلوا لجاناً شعبية لحماية مدرعات الجيش بحى الأربعين بالكامل. وقال مصدر أمنى بقوات الدفاع المدنى بمحافظة السويس ل«الوطن»: إن أعضاء جماعة الإخوان بالسويس ومؤيدى الرئيس المعزول، أضرموا النيران فى عدد من السيارات الخاصة وعدد من المحلات التجارية التى يمتلكها الأقباط بميدان الأربعين. وأكد المصدر أن القوات سحبت سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدنى من مقر مطافئ الأربعين بميدان الشهداء، للهروب من محاولة أنصار المعزول إشعال النيران فيها، كما أخمدت سيارات إطفاء تابعة للدفاع المدنى حريقاً أشعله مؤيدو مرسى فى السيارات بالميدان. وأكد شهود عيان إشعال مؤيدى الرئيس المعزول مرسى النيران فى مدرعة جيش كانت مرابطة أمام كنيسة الراعى الصالح بشارع الجيش، وأشعلوا النيران فى الكنيسة واقتحموها، كما أشعلوا النيران فى مدرسة الفرنسيسكان بشارع الجيش والمدرعة المرابطة أمامها. من ناحية أخرى حاصر المئات من أنصار المعزول مبنى محافظة السويس فى محاولة لاقتحامه، وأطلقوا الرصاص الحى فى الهواء وأشعلوا النيران فى أشجار حديقة الخالدين المواجهة لمبنى المحافظة، فيما أطلقت قوات الجيش الطلقات التحذيرية والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، فأصيب العشرات باختناقات، وأحبطت القوات محاولة أنصار المعزول السيطرة على مدرعة بجوار المحافظة، وأخلت الأجهزة الأمنية بالسويس مبنى المحافظة ومجمع محاكم السويس ومديرية التربية والتعليم من الموظفين لدواع أمنية. وطالب على أمين، المتحدث الرسمى باسم «جبهة الإنقاذ» بالسويس، بفرض حظر التجوال بالسويس إذا استمرت الفوضى والتخريب من قبل جماعة الإخوان حتى تتمكن قوات الجيش من السيطرة على الموقف وإلقاء القبض على هؤلاء المخربين.