اختتمت فعاليات المهرجان الدولي العاشر للموسيقات العسكرية "برج سباسكيا" الذي استضافته العاصمة الروسية موسكو وشارك فيه الفريق السيمفوني العسكري المصري ضمن أكثر من 21 فريقا من مختلف قارات العالم لعرض مقتطفات من تراثهم الثقافي والفني ويقدمون رساله للمحبة والتسامح والسلام بين شعوب الإنسانية. ووسط أجواء حماسية مبهرة امتزجت فيها المعزوفات والمقامات الموسيقية الشرقية والغربية قدم الفريق المصري العديد من المعزوفات ومقطوعات من أشهر الألحان الروسية القديمة مصحوبة بتشكيلات حركية متقنة قوبلت بعاصفة من التصفيق من قبل الجماهير المتابعين للعروض. كما شارك فريق الموسيقات العسكرية الجاليات المصرية والعربية بموسكو، مظاهر الاحتفال بعيد الأضحي المبارك، وقدم الفريق المصري بزيه الفرعوني المميز عدد من العروض بالشوارع والميادين الرئيسية والحدائق والمتنزهات من بينها حديقة "فيلي" ومسرح "موسيقي الطفل" وساحات "حديقة النصر" الشهيرة، ومحطة القطارات الرئيسية "باويلتسكايا" وسط موسكو والتي شهدت إقبالا كبيرا، كما قام الفريق بتوزيع عدد من الهدايا التذكارية والأعلام والمطبوعات والصور التي تحكي ابرز معالم الحضارة المصرية والمقاصد التاريخية والسياحية في مصر. وللموسيقات العسكرية المصرية سجل حافل يمتد عبر التاريخ، بدءا من عصر الفراعنة، إذ استخدمها المصريون القدماء لمصاحبة الجنود داخل أرض المعركة لشحذ الهمم وإصدار الإشارات والتنبيهات أثناء سير المعارك. ونالت الموسيقات العسكرية اهتماما كبيرا في عهد محمد علي باشا وانشأت اول مدرسة للموسيقات العسكرية المصرية عام 1938 تحت اسم "مدرسة الطبول والنفخيات والأصوات" وكان التعليم على أيدي معلمين فرنسيين، وتحولت الموسيقات العسكرية بعد ذلك إلى موسيقى الجيش الملكي. وفي عام 1902 أنشأت ادارة الموسيقات العسكرية بهدف الإشراف على تدريب فرق موسيقي السواري وفرق المشاة التابعة لقصر الخديوي، وتم تشكيل 6 فرق موسيقية مزودة بأحدث آلات التربية الحديثة خلال تلك الفترة.