أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم، تأييده لما وصفه ب"الخيارات المصيرية" للشعب السوري ووحدته الترابية، معربا في الوقت نفسه عن تضامنه معه في مواجهة ما يعانيه من مآسي الصراع الدموي الرهيب والمدمر. جاء ذلك في خطاب وجه الملك محمد السادس للشعب المغربي، اليوم الثلاثاء، بمناسبة حلول الذكرى الرابعة عشرة لاعتلائه كرسي الحكم. وقال العاهل المغربي "نود التأكيد باسم المغرب، عن تضامنه مع الشعب السوري الشقيق الذي يعاني مآسي الصراع الدموي الرهيب والمدمر، مؤيدين لخياراته المصيرية ووحدته الترابية". وكان المغرب أول دولة عربية تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع رئيس النظام السوري بشار الأسد بطرد السفير السوري لديه نبيه إسماعيل في منتصف شهر يوليو 2012. وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد العاهل المغربي عزمه على مواصلة جهوده على رأس لجنة القدس للدفاع عن هذه القضية وحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة داخل أراضيه على أساس المبادرة العربية للسلام. وجدد التأكيد أيضا على دعمه والتزامه ب"الحفاظ على الهوية الحضارية والدينية لمدينة القدس الشريف، ولاسيما من خلال لجنة القدس والذراع الميداني لها، وكالة بيت مال القدس، التي تقوم بإنجاز العديد من المشاريع الملموسة". وطالب في الوقت نفسه الدول الإسلامية بتقديم الدعم المالي للوكالة. وشدد على أن الوكالة ستحقق "أكثر ما يمكن من النفع العام إذا ما تلقت الدعم المادي من مختلف الدول الإسلامية، طبقا للالتزامات المشتركة التي تعهدت بها هذه الدول عند إنشاء هذه الوكالة المتخصصة" على حد قوله. وتأسست وكالة بيت مال القدس الشريف في عام 1998 بمبادرة من العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، تبنتها منظمة المؤتمر الإسلامي. وحددت المنظمة أهداف الوكالة في حماية الحقوق العربية والإسلامية في مدينة القدس التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وتعزيز صمود أهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف.