سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"هاآرتس": مصر لم تعد البلد الذي يعرفه الإسرائيليون سفير إسرائيلي سابق: سلطة الجيش انتهت والإخوان انتصروا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ويستعيدون السيطرة على البرلمان قريبا
في تحقيق صحفي مطول، كتب آفي إسخاروف في "هاآرتس" الإسرائيلية أن الإسلام السياسي في مصر، وفي غيرها من دول المنطقة، قد استولى على نظم الحكم، لكن الجيش والشباب في الميادين مازالوا يلعبون دورا محوريا، ومصر كجمهورية جديدة يتعين عليها بسرعة أن توجد توازنا بين القوى السياسية المختلفة، فمصر كما يقول إسحق ليفانون السفير الاسرائيلي السابق في مصر "تغيرت أمام أعيننا، ولم تعد البلد الذي نعرفه. وأضافت الصحيفة أن تصميم محمد مرسي على أداء "يمين رمزي" في ميدان التحرير، ثم اضطراره لأداء اليمين رسميا أمام المحكمة الدستورية يعني أن جماعة الإخوان والمجلس العسكري يحاولان تثبيت قواعد قوتهما، الجيش يسيطر على المؤسسة الأمنية والمحكمة الدستورية، بينما تستقطب الجماعة الرأي العام، وعلى مرسي أن يقرر إما أن يبحث عن مصالحة مع المجلس لإنشاء نظام يدمج مراكز قوى مختلفة معا، أو أن يدخل في صدام وجها لوجه مع الجيش. "مواجهة تعيد للأذهان استحواذ الضباط الأحرار في مصر 1952-1954 على السلطة التشريعية"، كما يقول الدكتور ميتال يورام خبير الشؤون المصرية في جامعة بن جوريون ومركز حاييم هرتسوج لدراسات الشرق الأوسط، "وقتها كان الإخوان وضباط الجيش شركاء في الثورة، وفي أكتوبر 1954 حاولت العناصر المتشددة في حركة الإخوان اغتيال عبد الناصر، وتبعها دخول مئات من أعضاء الجماعة السجون وبدأت مواجهة كبرى بين الجانبين، لكن الوضع اليوم مختلف، فالجيش الآن يسعى للسيطرة على ثورة قامت بها قوى مدنية. ويتفق السفير الاسرائيلي السابق في مصر تسفي مازئيل مع يورام في أن رياح التغيير تهب على مصر، مؤكدا أن "سلطة الجيش قد انتهت، ولم يعد قويا بما فيه الكفاية، فالاخوان انتصروا في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وسيحققون السيطرة على البرلمان مرة أخرى، لكن المعضلة الأساسية التي سيواجهها مرسي هي الاختيار بين أن يكون رئيسا لجميع المصريين وأن يفي بالتزامه تجاه الجماعة، وكما يقول إسحق ليفانون السفير الاسرائيلي السابق فإن "مرسي سيحتاج في كل قرار يتخذه إلى موافقة الجيش والمرشد العام للإخوان محمد بديع". وألقت الصحيفة الضوء على توجه جماعة الإخوان في المرحلة الماضية وقالت إن "الجماعة في العقد الماضي كانت أقرب إلى نموذج حسن البنا وتبنت فكرة المشاركة في الحكم - خاصة بعد نجاحها المثير في الانتخابات البرلمانية عام 2005، بالحصول على نحو ثلث مقاعده، وأدى الصراع داخل الجماعة لإزاحة المرشد السابق واختيار محمد بديع، "القطبي" نسبة إلى أفكار سيد قطب، والذ وجه حركة الإخوان بعيدا عن نظام مبارك وعن المشاركة في الحكم، وعين قادة محافظين في مناصب عليا داخل الجماعة مثل خيرت الشاطر ومحمد مرسي، والأخير معروف كأحد القيادات المحافظة في الجماعة رغم حصوله على الدكتوراه في الهندسة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وأجادته للغة الانجليزية وتعليم أولاده على النمط الغربي". تقول تسيروف "أتذكر دور مرسي في صياغة النظام الأساسي للإخوان والذي تم تسريبه عام 2007 حيث كان مسئولا عن بندين الأول يتعلق برفض ولاية المرأة أو القبطي على منصب الرئيس في دولة أغلبيتها مسلمة، والثاني يتعلق بإنشاء مجلس للعلماء من فقهاء الشريعة، يختص بالتصديق على قرارات رئيس الجمهورية في الشؤون الداخلية والخارجية، وأدى ذلك الاقتراح إلى خلاف علني بين مرسي وشباب الإخوان، الذين طالبوا بتغيير في صفوف القيادات دون جدوى، ولا شك أن مرسي قريب جدا من المرشد العام، رغم أن بديع لم يؤيد أن يكون مرسي المرشح الرئيسي لرئاسة الجمهورية، ولم يؤيده إلا بعد استبعاد الشاطر، فمرسي معروف في أوساط الجماعة بأنه "محافظ جدا"، وتتفق ميرا تسيروف وميتال د.ميتال يورام على أن التغيير في قيادة الجماعة كان ملحوظا في الأشهر القليلة الماضية، فمرسي والشاطر ورفاقهم لم يعودوا يعتبرون أنفسهم قادة في الحركة فقط، بل أصبحوا سياسيين وجزءا من نظام الحكم في مصر، وتشير تصريحات مرسي في الأسابيع الماضية إلى أنه يفهم قواعد اللعبة الجديدة". وعن احتمالات القطيعة بين مصر في ظل الإخوان والغرب تقول الدكتور ميرا تسيروف الباحثة في مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، إن "من الخطأ تصور أن الاخوان جماعة أصولية وأنها ستحدث قطيعة مع إسرائيل والغرب، لأن الجماعة لم تسع لإقامة حكم ديني في مصر أو في أي دولة عربية، وإنما تريد نشر القيم الإسلامية، وبخلاف الفترة التي انتشرت فيها أفكار سيد قطب، لم يطالب الإخوان بقطيعة كاملة مع الغرب".