حالة من الجدل أثارتها تصريحات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل خليفة، لما تضمنته من تحامل على دول عربية ودفاع عن إيران وحزب الله، وإعلان صريح عن تواصل مع إسرائيل، لتنشأ بعدها حرب إعلامية حامية الوطيس، قوامها هجوم شنته صحف عربية على دولة قطر، يقابلها نفي من الوكالة الرسمية القطرية لتلك التصريحات، ودفاع من مفكرين قطريين عن موقف أمير بلادهم. البداية كانت مع قناة "العربية" السعودية، التي أذاعت تقريرا مصورا شنت فيه هجوما شديدا على دولة قطر والأسرة الحاكمة ووصفتها بأنها "تحكمها سياسة شد الحبل بين الأمير الأب والابن"، مشددا على أن "قطر سخرت أسهمها في خلط الأوراق بعد الثورات التي حدثت في مصر وليبيا وتونس وقفت بجانب جماعات متشددة، ورهنت مواقفها بيد تنظيمات دولية وإقليمية لها رؤيتها الخاصة للمصالح الوطنية والإقليمية، ودفعت بالمواقف القطرية لتغرد خارج السرب وتخرق الوفاق خدمة لأجندات تنظيمات يدافع عنها الأمير، ودعمت خطاب الجماعات المسلحة في مصر، واحتضنت عشرات المطلوبين والمحاكمين في قضايا الإرهاب". السعودية لم تكتف بما أذاعته قناة "العربية"، بل شرعت الجهات المختصة بالمملكة في حجب كل الصحف القطرية وموقع قناة "الجزيرة"، ومن القرر أن يتم الحجب الكلي على جميع المستخدمين خلال الساعات المقبلة، وفقا لصحيفة "سبق" السعودية، حيث تم حجب كل من موقع "الجزيرة نت، والجزيرة الوثائقية، والإنجليزية، ووكالة الأنباء القطرية"، وصحف: "الوطن، والراية، والعرب، والشرق". وتحت عنوان "قطر تشق الصف وتنحاز لأعداء الأمة"، نقلت صحيفة "عكاظ"، السعودية، تصريحات أمير قطر التي تشير إلى دعوته لمصر والإمارات والبحرين بمراجعة مواقفهم من الدوحة، ممتدحا علاقة بلاده بإسرائيل، وشككت الصحيفة في توجهات الإدارة الأمريكية الحالية تجاه قطر، واصفا إياها ب"غير الإيجابية"، مؤكدا أن الوضع القائم لن يستمر، مشددا على أن "إيران تمثل ثقلا إقليميا وإسلاميا لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة". صحيفة "مكة" السعودية، كان لها تعليق على الأمر، مؤكدة أن "أمير قطر يتجاهل المصير العربي والخليجي المشترك ويطعن الجيران بخنجر طهران"، فضلا عن صحيفة "الاقتصادية"، السعودية، التي أكدت أن "أمير قطر انقلب من خلال تصريحات مستفزة ومستغربة، وأن تلك التصريحات ليست بجديدة على الأمير الذي عمل الكثير لشق الصف الخليجي، وله تواصل مستمر مع إيران". هيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة كان لها موقف حاسم، تمثل في حظر الدخول إلى الموقع الإلكتروني القطري ل"الجزيرة نت"، بداعي أن "محتويات الموقع تم تصنيفها ضمن المحتويات المحظورة التي لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية"، إضافة إلى أن قناة "سكاي نيوز" الإماراتية، كانت أول من لفت إلى تصريحات تميم عبر نقل صورة لشريط إخباري على التليفزيون الرسمي القطري، يتضمن تلك التصريحات. في المقابل، الموقف الدفاعي القطري تصدرته وكالة الأنباء القطرية الرسمية، التي نشرت نفيا قاطعا للتصريحات المنسوبة لأميرها، وهذا ما نقلته عنها قناة "الجزيرة" الإخبارية، مكتفية بتلك الإشارة دون عتعليق على الأمر أو تحليله، كما هو معتاد منها. صحفيون قطريون علقوا على التصريحات المنسوبة ل"تميم"، منهم محمد مختار الشنقيطي، الذي وصف وسائل الإعلام العربية المهاجمة لأمير بلاده ب"القرامطة الجدد، الذين يريدون توسع هوية الانشقاق بين الأمة"، قبل أن يأتي الصحفي عبدالله العزبة، رئيس تحرير صحيفة "العربي" القطرية، ليصف نسب تصريحات أمير قطر ب"الفيلم الهندي الساذج الذي لا يصدقه كل من يحترم عقله".