قالت مصادر باللجنة المنظمة لانتخابات حزب البناء والتنمية، الذراع السياسي للجماعة الاسلامية إن طارق الزمر، رئيس المكتب السياسي للحزب، فاز بمنصب رئيس الحزب خلفا ل"نصر عبد السلام" الرئيس السابق للحزب. وأوضحت المصادر أنه تنافس على منصب رئيس الحزب 6 مرشحون كان أبرزهم الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الاسلامية، والدكتور صفوت عبد الغني رئيس الكتلة البرلمانية للحزب بمجلس الشوري، والشيخ رفاعي طه القيادي بالجماعة الإسلامية، وأحمد الاسكندراني عضو المكتب السياسي للحزب، إضافة إلى الزمر ونصر عبد السلام. وأشارت المصادر إلى أنه قبل بدء التصويت انسحب دربالة وطه وعبد الغني من الانتخابات إلا أن عبد الغني عاد ليخوض الانتخابات بناء على إلحاح من أعضاء المؤتمر العام للحزب. وكان الزمر (54 عاما) من قيادات تنظيم الجهاد المتهم بالمسؤولية عن تنظيم عمليات إرهابية، وأدين في قضيتي اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات التي اشترك فيها مع ابن عمه وزوج شقيقته عبود الزمر (القيادي بالجماعة)، وتنظيم الجهاد. وبلغ إجمالي الأحكام التي صدرت بحق طارق الزمر 47 عاما منها السجن المؤبد (25 عاما) في قضية اغتيال السادات و22 عاما في القضية الأخرى. وخرج طارق الزمر من محبسه بعد ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك، بعد 29 عاما قضاها في السجن، بموجب قرار عفو من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي كان يدير البلاد في ذلك الوقت. ونال طارق الزمر خلال وجوده في السجن درجة الدكتواره في القانون الدستوري بدرجة امتياز بمرتبة الشرف الاولي، وأصدر من السجن كتابه الشهير "مراجعات لا تراجعات" في عام 2005 والذي أعلن فيه تأييد لمبادرة وقف العنف والمراجعات الفكرية التي أطلقتها الجماعة الاسلامية في عام 1997 وتم تفعيلها في عام 2000. وعقب خروجه من السجن في شهر مارس 2011 شارك طارق الزمر في انتخابات مجلس شوري الجماعة الإسلامية وفاز بعضويته وأصبح المتحدث الرسمي باسم الجماعة، ثم اختير رئيسا للمكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، منذ تأسيسه. وشارك الزمر يوم الجمعة الماضي في مليونية "نبذ العنف" التي نظمتها قوى إسلامية، وقال في كلمته خلالها "إن يوم 30 يونيو الجاري سيكون الضربة القاضية لكل من سيخرجون فيه.. سنسحقهم"، في إشارة لمعارضي الرئيس مرسي. وتقول المعارضة إن الرئيس مرسي يقرب منه إسلاميون متشددون في إشارة إلى عدد من قادة الأحزاب والحركات الإسلامية من بينهم طارق الزمر. وتدعو قوى مصرية معارضة إلى مظاهرات يوم 30 يونيو الجاري، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتولي محمد مرسي منصبه؛ للمطالبة بسحب الثقة منه، والدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة؛ بدعوى فشله في إدارة شؤون البلاد. في المقابل، تدعو قوى إسلامية إلى التظاهر في اليوم ذاته؛ تأييدًا لمرسي، الذي فاز في أول انتخابات رئاسية شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك، منهية نحو 30 عامًا من حكمه. ويخشى المصريون أن تتحول مظاهرات 30 يونيو الجاري إلى أعمال عنف بسبب حالة الاستقطاب الحادة على الساحة السياسية المصرية.