تفتتح وزارة الثقافة، مجمع الفنون بالزمالك، (قصر عائشة فهمي)، بعد تطويره، الأربعاء، في تمام السابعة مساءً، بحضور لفيف من نخب ونجوم من مجالات فنية وأدبية متنوعة، وشخصيات عامة ودبلوماسية تم دعوتهم لهذا الحدث الثقافي الهام. وصرح الدكتور خالد سرور، ممثل قصر عائشة فهمي، أن مجمع الفنون أحد أهم معالم حي الزمالك العريق، ولا تكمن قيمة هذا الصرح الذي شُيد أوائل القرن الماضي من صبغته المعمارية والأثرية فحسب، بل كونه بعد تبعيته لقطاع الفنون التشكيلية، وممارسة دوره منذ ثمانينيات القرن العشرين، بات من أهم منصات الفن التي انطلقت منها تجارب ومشاريع إبداعية مهمة، وبزغت في فضاءه نجوم في الحركة التشكيلية، ورَسَخ له في وجدان المثقف والمُبدع المصري رصيد كبير من الحب لإسهاماته البارزة في إثراء المشهد الفني والثقافي في مصر. وأضاف سرور أنه مع عودة (مجمع الفنون) وممارسة دوره ليكون نافذة للتعريف بكنوز متاحفنا، ويعود بطموح يسعى لمزيد من الزخم والحراك في المشهد التشكيلي الآني، وتقديم تجارب ونجوم جُدد يعود ليحوي في مضمونه أكثر من كونه مساحة للفن والفكر والإبداع. تجدر الإشارة أنه يصاحب حفل الافتتاح معرض فني كبير يحمل عنوان "من كنوز متاحفنا"، يضم مجموعة خاصة من أبرز المقتنيات الفنية العالمية، لرواد مصريين في عرض تشكيلي يُمثل فرصة للفنانين والنقاد والجمهور للتعرف على هذا الإرث الفني الضخم الذي تحويه متاحف مصر، وسيستمر عرض الأعمال لمدة ثلاثة أشهر تقريبا بقاعات المجمع الواقع على كورنيش الزمالك. يذكر أن علي باشا فهمي، كبير ياوران الملك فاروق بنى هذا القصر لإبنته "عائشة"، وأطلق عليه "قصر الخلد" في 1907، وفي عام 1958 انتقلت ملكيته لوزارة الثقافة، وفي 1975 ضم السيد يوسف السباعي، وزير الثقافة انذاك القصر إلى هيئة الفنون والآداب - قطاع الفنون التشكيلية حاليا، وفي عام 1988 صدر قرار جمهوري لتخصيصه متحفا لمجوهرات أسرة محمد علي، وتم إلغاءه بقرار جمهوري آخر سنة 1986 (وذلك بعد تخصيص قصر فاطمة حيدر بالإسكندرية متحفا للمجوهرات)، ليعود مرة أخرى تحت تصرف وزارة الثقافة، ويصبح بذلك مجمع الفنون، وكان له دور كبير في الكشف عن نجوم التشكيليين من جيل الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وتم تسجيل القصر كمبنى أثري في 2010.