يكره الممثل السورى مكسيم خليل أن يكرر نفسه، ويرى أن التسامح لم يعد له مكان فى حياتنا.. أثرت فيه حكايات «روميو وجولييت» و«قيس وليلى»، لهذا فهو فى حياته الشخصية إنسان رومانسى، ويتشابه مع «عمر» الشخصية التى يؤديها فى مسلسل «روبى» فى أشياء كثيرة؛ فى الهدوء، وفى العطف، وفى الاحتواء، ولكنه فى الوقت ذاته لا يشبهه فى تسامحه مع حبيبته. مع «مكسيم» الذى حقق نجاحا كبيرا فى مصر، يدور هذا الحوار عن جديده إنسانيا وفنيا. * هل كنت تتوقع نجاح «روبى» بهذا الشكل؟ - كنت أتوقع النجاح ولكن ليس بهذا الشكل، وسعيد بردود الأفعال حول المسلسل، خاصة أنه من النوعية التى تحاكى الدراما التركية، وهو ما لاقى نجاحا فى الوطن العربى، وأرى أن المسلسل رغم طول حلقاته إلا أنه استطاع أن يخرج من المط والتطويل، حيث لم يشعر المشاهد بالملل طوال أحداث المسلسل. * المسلسل يضم مجموعة من الفنانين من مصر وسوريا ولبنان، هل ترى أن هذا ساهم فى تقربك من المشاهد المصرى؟ - بالتأكيد، والجمهور المصرى بصراحة عندما يقرر أن يطل عليه ممثل غير مصرى يجب أن يظهر من خلال عمل جيد، سواء كان مسلسلا دراميا أو فيلما سينمائيا، فليس من السهل أن يتقبلك الجمهور المصرى، وهو ما وجدته فى العمل، خاصة أن دراما المسلسل لم تكن مصطنعة لجمع جنسيات عربية فى عمل واحد، فكل جنسية فى إطارها الدرامى تتماشى مع قصة العمل ولا تخل به. * كيف رأيت شخصية «عمر» فى بداية قراءتك للسيناريو؟ - عندما قرأت السيناريو وجدت أن شخصية «عمر» شخصية نمطية، لكن بعد أن توغلت فى السيناريو أكثر وتعمقت فى قراءته، وجدت أنها شخصية فيها مشاعر ومركبة تعانى من صراع داخلى، بين حبيبته روبى وصديقه تامر، وحبيبة صديقه شيرين، وحتى الفتاة التى تزوجها «سارة»، كل هذه صراعات داخلية فى كيفية التعامل مع هؤلاء النساء الثلاث فى حياته، وكيف أستطيع توصيل هذه المشاعر المختلفة للمشاهد، وكيف هى نظرته لسارة وكيف هى نظرته لروبى، وهذا كان المهم بالنسبة لى فى الشخصية، ونقلته فى حياته من شاب فقير إلى دكتور معروف وغنى. * هل يمكن أن يتزوج رجل من امرأة لها ماض فى الواقع، على غرار زواج «عمر» من «سارة»؟ - بالنسبة لى كمكسيم، شخصية «سارة» ليس لها ذنب فهى شخصية مظلومة فى الحياة، والدنيا أخذتها إلى منحى غير جيد، وهى لم تذهب إلى هذا الطريق لأنها سيئة فى الأساس ولكن نتيجة لظروف، وهو أيضا ما حدث مع روبى، نتيجة ظروفها وفقرها والحياة التى عاشتها مع أهلها ومستقبلها وحياتها التى كانت تفكر فيها، كل هذه الظروف دفعتها أن تذهب إلى طريق آخر، لكن يمكن أحيانا للإنسان أن يبدأ من جديد عندما يجد إنسانا يسامحه، وهو ما حدث مع سارة، عندما وجدت شخصا قبل بها كإنسانة، نظر إلى الوجه الجيد ولم ينظر إلى ماضيها، بل نظر إلى شخصيتها الحقيقية. * هل يمكن أن يحب رجل امرأة فى المطلق، على غرار حب عمر لروبى؟ - لا يمكن أن نقول إن هذا الحب غير موجود، لكنه نادر فى هذا الزمن، وأعتقد أن هذا هو سبب نجاح شخصية عمر فى المسلسل، فالمشاهد شعر كأن عمر ليس من هذا العصر حتى إن البعض بدأ يتساءل: لماذا لا يوجد شخص كعمر فى زمننا؟ * هل ترى أن التسامح لم يعد موجودا فى حياتنا؟ - طبعا التسامح لم يعد موجودا بيننا مثل الأول، التسامح أصبح نادرا، وأسعى أن أكون متسامحا فى حياتى قدر المستطاع. * ما أصعب مشاهدك فى المسلسل؟ - لأن المسلسل طويل هناك مجموعة من المشاهد كانت صعبة بالنسبة لى، لكن هناك مشهدين أرى أنهما أصعب ما فى مشاهدى، وأثرا فىّ كثيرا، المشهد الأول عندما أخبرنى فتحى عم تامر أن روبى هربت معه، والمشهد الثانى عندما دخل عمر على سارة وهى فى المشرحة، تأثرت به جدا خاصة عندما فكرت للحظة أن هذه الحادثة حدثت معى، فتأثرت جدا وانفعلت فى المشهد. * ما أوجه الشبه بينك وبين عمر؟ - هناك تشابه إلى حد ما بينى وبين عمر، فما ظهر فى عمر على الشاشة فيه جزء كبير من مكسيم، وهناك جزء مختلف، فالتسامح مع الحبيب إلى هذه الدرجة ليس فى مكسيم، لكن العطف والحنان والاحتواء والرومانسية، هذا موجود فىّ، صحيح أنه ليس من اللائق أن أمدح فى نفسى لكن القريبين منى يعلمون أن هناك شيئا مشتركا بينى وبين عمر. * هل أنت رومانسى مع زوجتك؟ - بالطبع، فالرومانسية طبع وليست تطبعا، فهى تخلق مع الإنسان وتكون موجودة معه منذ الولادة، وأحمد الله أنها جزء منى وتعيش فى داخلى، خاصة أنى أحب قراءة الشعر والروايات الرومانسية، مثل «روميو وجولييت» و«قيس وليلى»...، فكل هذه الروايات أثرت فىّ. * هل يمكن أن تشارك فى أعمال من إنتاج مصرى خالص؟ - بالتأكيد، وإذا كانت هناك أية عروض مناسبة بالتأكيد سأشارك فيها، خاصة أننى لا أستطيع أن أطل على الجمهور المصرى بعمل لا يكون على نفس المستوى الذى قدمته من قبل، وبالطبع وارد أن أشارك فى أعمال درامية على غرار مسلسل «روبى» أو حتى فى عمل سينمائى، المهم أن يكون عملا جيدا من الناحية الفنية، وفكرة النجاح بالنسبة لى فكرة مخيفة، فلا يعنينى النجاح بقدر ما يعنينى ما بعد النجاح. * وهل هناك أية عروض مصرية ستشارك فيها قريبا؟ - هناك بعض المفاوضات ولكن ليس هناك شىء ملموس حتى الآن. * لماذا اعتذرت عن عدم تقديم الجزء الثانى من مسلسل «الولادة من الخاصرة»؟ - هناك سببان، أولا مسلسل «روبى» كان مرهقا بالنسبة لى وأخذنا وقتا طويلا فى التصوير، فلم أكن أستطيع الانتهاء من «روبى» ثم أبدأ مباشرة فى تصوير «الولادة من الخاصرة»، أما السبب الثانى فهو أننى أحتاج إلى دور أشعر فيه بالاستمتاع، ولأننى قدمت الدور فى الجزء الأول فسيكون الجزء الثانى بالنسبة لى عبارة عن تكنيك، ولن يكون هناك شىء جديد أقدمه فى الدور، فقد أخذ حقه من النجاح العام الماضى، وهو ما جعلنى أشعر أننى أكرر نفسى وهذا ما لا أحبه، فأنا أحب أن أستمتع بما أقدمه. * من الممثل السورى الذى جذب انتباهك فى عمل مصرى؟ - تيم حسن فى مسلسل «الملك فاروق»، حيث تميز جدا فى هذا العمل، ولم يلفت نظرى فقط بل لفت نظر الجميع، وهو ممثل جيد وموهوب، وأيضا جمال سليمان رائع فى الأعمال المصرية.