ما كل هذا القدر من الغل الوطنى المنتشر على أوسع نطاق؟! من أين أتى كل هذا القدر من الكراهية الملونة بكافة ألوان الطيف؟! كراهية سوداء.. موجهة إلى رجال القضاء.. إذا لم يحكموا بما يريد البعض.. حتى ولو كان ما حكموا به هو النتيجة الوحيدة لما تحت يد القضاة من أوراق.. كراهية صفراء.. موجهة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة مع كل خطوة لا ترضى فصيلا سياسيا، حتى ولو كانت ترضى باقى الفصائل!! كراهية على كل لون من أرباب الإسلام السياسى.. موجهة ضد الجميع.. لا فرق بين مسيحى ومسلم لا ينتمى إليهم.. ولا فرق بين مدنى ولا عسكرى.. ولا فرق بين قاضٍ ولا متهم!! الغريب أن «تنظيم الإخوان».. هو أكثر الجميع توزيعا للغل والكراهية!! هذا التنظيم الذى يقنعوننا أنه جاء لنشر «الإسلام الصحيح» الذى اختصوا أنفسهم بتحديد شكله ومعالمه.. يتصرفون كأبعد ما يكونون عما نعرفه نحن عن الإسلام.. الرسول عليه الصلاة والسلام (وكذلك كل الرسل) جاء -فيما أعلم- لنشر المحبة بين الناس. وقد خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمدا فى القرآن بكلمات تصلح قاعدة للتعامل بين البشر فى كل زمان ومكان «ولو كنت فظّا غليظ القلب لانفضوا من حولك».. «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين».. «دع أذاهم وتوكل على الله».. «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».. «وإنك لعلى خلق عظيم». أين هذه الأوامر الربانية.. مما يفعله تنظيم الإخوان؟! تعامل الإخوان بغل تجاه الثورة عندما تركوا الميدان وذهبوا إلى عمر سليمان ليتفقوا معه، وتعاملوا مع المجتمع بكراهية عندما وضعوا سيناريو الانتخابات أولا، وتصرفوا بغل ضد الديمقراطية حينما قرروا المغالبة على جميع مقاعد البرلمان بقانون هم أكثر من يعرف أنه غير دستورى، ثم حاولوا بكل الغل والكراهية الاستئثار بتأسيسية الدستور الأولى والثانية، ثم ثاروا ودعوا الجميع إلى الثورة عندما حكمت المحكمة الدستورية بعدم دستورية القانون الذى سمح لهم بالسيطرة على مجلس الشعب!! أعلنوا فوز مرشحهم بالرئاسة قبل أن تعلن ذلك اللجنة المسئولة بثلاثة أيام.. وقرروا الاحتفال.. ولكن الأسوأ أنهم هددوا السلام الاجتماعى والأمن العام بالويل والثبور وعظائم الأمور، إن كانت النتيجة غير ما أعلنوه!! أكتب هذا الكلام يوم (الأربعاء).. وقد تكون النتيجة قد أعلنت أمس (الخميس).. وأتمنى من كل قلبى ألا يفوز شفيق ولا يفوز مرسى!!