رأت مجلة "فرونت بيدج مجازين" الأمريكية الأسبوعية، في أحدث إصداراتها، أن حدود منطقة الشرق الأوسط باتت على وشك التفكك، وذلك عقب ما يقرب من قرن على رسمها. وأرجعت المجلة، في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، السبب الأكبر الذي يقف وراء هذا الأمر في احتدام معارك الحرب الطائفية في سوريا، وقالت: "إن هناك مع ذلك سببا أخر يفرض نفسه في أهم زوايا المشهد ويتمثل في تصاعد أعمال زعزعة استقرار العراق". واعتبرت أن انهيار العراق، بما له من تداعيات إقليمية بعيدة المدى، يعود بنحو كبير إلى قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسحب قواته من هناك عام 2011 وضرب توصيات مؤسساته العسكرية بعرض الحائط، وهو الأمر الذي أهدر المكاسب التي جنتها الإدارة الأمريكية السابقة بشق الأنفس خلال حربها على العراق. وأوضحت أن الانسحاب الأمريكي المتسرع ترك العراق، التي كانت تتمتع في السابق بالهدوء والسلام، وفقا للمجلة، في مغب رياح طائفية عاصفة، ظهرت بوضوح في المعارك بين السنة والشيعة والأكراد، معتبرة أن تداعيات الانسحاب تتضح يوما بعد الآخر وجاءت في مقدمتها حقيقة أن العراق أصبح أكثر دول المنطقة اضطرابا بعدما كان أكثرها هدوءا واستقرارا. وذكرت المجلة أن حدود الشرق الأوسط التي أقرتها اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، لتقسم بلدانه بين فرنسا وبريطانيا، رسمت من أجل إرضاء الأوروبيين والمحافظة على مصالحهم لكنها تجاهلت بشكل كبير الانقسامات التاريخية والطائفية والعرقية لسكانه، وهي الانقسامات التي عززها الحكام الديكتاتوريون والاستبداديون في المنطقة الذين جاءوا عقب خروج الاستعمار. وأضافت المجلة أن المخرج المحتمل للأزمة السورية ربما يتمثل في تفعيل تسوية تقضي بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات صغيرة، دولة يحكمها الأكراد وأخرى يحكمها السنيون وأخيرة يحكمها العلويون، فيما قد يتلاقى هذا السيناريو، رغم بشاعته، مع مصالح روسيا التي سوف تحافظ على نفوذها في المنطقة وعلى قاعدتها البحرية في مدينة طرطوس.