بروفايل: بهاء الدين.. وزير النهضة الإثيوبية

حين أعلنت إثيوبيا عن الشروع فى تحويل مجرى النيل الأزرق من خلال سد النهضة الإثيوبى، قامت الدنيا ولم تقعد، الخطر يحدق بالأمن القومى للوطن، خرج وزير الرى محمد بهاء الدين ليقول: «إقدام إثيوبيا على تحويل مجرى مياه نهر النيل خطوة لا يجب أن تزعج مصر حالياً»، مكتفياً بالقول إن تحويل هذا المجرى هو مجرد إجراء هندسى بحت، ولا يعنى منع مرور أو جريان المياه، وتغافل الوزير عن تعلق القضية بحياة المواطنين وقوت يومهم.
تولى بهاء الدين حقيبة الرى فى أغسطس الماضى فى وزارة الدكتور هشام قنديل الذى سبقه فى شغل هذا المنصب قبل توليه رئاسة مجلس الوزراء لحكومة الدكتور مرسى، يقف الآن عاجزاً عن الحيلولة دون استكمال إثيوبيا لسدها الضخم «سد النهضة» وما سيسفر عنه من كوارث هائلة على دولتى المصب.
الدكتور محمد بهاء الدين، مولود فى 26 يوليو 1947 بمحافظة القليوبية، تخرج فى جامعة عين شمس - قسم الهندسة المدنية فى 1970، وحصل على ماجستير جامعة ثاوث هامبتون، إنجلترا، بكلية الهندسة والعلوم التطبيقية عام 1980، كما حصل على الدكتوراه من ذات الجامعة فى 1986، كما عمل الوزير رئيساً لمصلحة الرى فى الفترة من 2004 - 2007، تلاه بخمسة أشهر وكيلاً لوزارة الموارد المائية والرى، قبل أن يشغل حقيبة الرى فى 2 أغسطس 2012.
تعج السيرة الذاتية لوزير الرى على موقع الوزارة الرسمى بالعديد من إنجازاته داخل مصر وخارجها، حيث عمل الوزير مهندس مشروعات رى بألمانيا فى الفترة من 1981 - 1982، ثم عمل مهندس إنشاءات فى اليمن فى الفترة من 1982 - 1983، إلا إنه لم يستطع أن يقدم أى إنجاز يحسب فى ملف دول حوض النيل بحسب العديد من خبراء المياه، باب النجار فى حكومة الإخوان دائماً ما يكون «مخلع»، ففى الوقت الذى تحتاج فيه مصر لكل قطرة ماء مع الزيادة السكانية الهائلة وثبات حصتها التاريخية من المياه بمعدل 55.5 مليار متر مكعب، يرى الوزير أنه لا بد من الانتظار لما ستسفر عنه نتائج أعمال اللجنة الثلاثية لسد النهضة الإثيوبى لتحدد مصر موقفها من هذه الكارثة.
الوضع لا يعد غريباً على بهاء الدين، كما يصفه بعض خبراء المياه، حيث فشل الوزير فى التعامل مع أزمات المياه الداخلية وتهديد العديد من الأراضى المصرية بالبوار والعطش، إذ لا يتم تنظيم الرى بشكل علمى أو مدروس، رغم دراسات الوزير العديدة بهذا الصدد، بعد أيام من زيارة مرسى للحقول، تقبع الأراضى فى خطر التصحر، وعقب زيارته لإثيوبيا يدخل الشعب فى خطر العطش، «مصر هبة النيل»، مقولة خلدها المؤرخ هيردوت، وقضت عليها النهضة المصرية والإثيوبية معاً.