تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء اليوم، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي أكد خلال الاتصال على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مؤكداً حرصه على الدفع قدماً بالتعاون الثنائي بين الولاياتالمتحدة ومصر في مختلف المجالات خلال المرحلة المقبلة، حيث تطرق الرئيسان خلال الاتصال إلى عدد من الموضوعات، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والتطرف، حيث أشاد ترامب بالجهود المُقدرة التي تبذلها مصر على هذا الصعيد. فيما أكد الرئيس السيسي في هذا الإطار أن مصر عازمة على مواصلة جهودها لمكافحة الإرهاب والتطرف واجتثاثه من جذوره والقضاء عليه، وذلك رغم الأعباء التي تكبدها الاقتصاد المصري على مدار الثلاث سنوات الماضية وما قدمه الشعب المصري من تضحيات غالية. من جانبه، قال العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، إن التعاون بين مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية موجود بالفعل بين البلدين من قبل مجيء ترامب رئيسا لأمريكا. وأضاف راغب، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، أن برنامج المعونة الأمريكية لم ينقطع والدليل على هذا ال"700" مرتبة المضادة للألغام، التي أهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصر منذ عدة أشهر، موضحا أن التعاون الاستخباراتي مستمر بين الدولتين في مجال مكافحة الإرهاب. وأشار إلى أن الحرب ضد الإرهاب تحتاج إلى تسليح من نوع خاص كالمركبات الخفيفة وأجهزة الاتصال عالية الجودة، والطيارات بدون طيار، التي تندرج منها طرز مزودة بأسلحة وتتعامل مع أهداف على الأرض مثل التي تستخدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها ضد تنظيم "القاعدة" الإرهابي في شبه الجزيرة العربية باليمن. وشدد راغب على أن برنامج المعونة بمثابة "مربط الفرس"، حيث من الضروري رفع مستوى البرنامج مثلما فعلت الولاياتالمتحدة مع إسرائيل، وهذا ما سيؤكد بالدليل القاطع على وجود تطور استراتيجي ملموس. وبشأن تجفيف منابع تمويل الجماعات الإرهابية، قال راغب، إن على الإدارة الأمريكية الجديدة، برئاسة ترامب، مساعدة مصر في تتبع هذه المصادر، لاسيما وأن الجماعات المتطرفة تتخذ من مؤسسات خاصة في الولاياتالمتحدة وأوروبا مصادر رئيسية لتمويلها. وأوضح أن هناك اتجاه لدى الجمهوريين يتمثل في "مبدأ تحويل بنود المعونة" من خلال استبدال الدبابات والمدرعات وقطع الغيار الخاصة بهما بطائرات زنانة وأسلحة صغيرة، لكن قوبل هذا المبدأ برفض مصر هذا المقترح من قبل أكثر من مرة، مشيرا إلى أن جون ماكين، السيناتور الأمريكي عن ولاية أريزونا ومرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2008، كان يتزعم ذلك الاتجاه بقوة. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي التقى ترامب في العشرين من سبتمبر الماضي، حيث عبر ترامب، الذي كان مرشحا عن الحزب الجمهوري حينها، عن دعمه الكامل لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب. كما أشار ترامب إلى علاقات الشراكة القوية والممتدة، التي جمعت بين البلدين على مدار العقود الماضية، مؤكداً على حيوية هذه الشراكة بالنسبة لأمن واستقرار الشرق الأوسط، وأوضح وقتها أن مصر والولاياتالمتحدة تواجهان عدواً مشتركاً، مؤكداً أهمية العمل معاً من أجل التغلب على الإرهاب والتطرف.